تاريخ هذه القولة يعود إلى فترة الحرب على غزة عام 2008 عندما حاصر نظام مبارك القطاع حصارا خانقا. لا تدخله أدوية ولا غذاء، ولا يخرج منه أحد. وعلى فكرة هو تقريبا حصار شبيه بما يجري اليوم.
صاحب القولة هو وزير خارجية حسني مبارك آنذاك أحمد أبو الغيط الذي نتذكره عندما عقد ندوة صحفية في القاهرة مع نظيرته الصهيونية تسيبي ليفني التي جاءت إلى مصر قبيل أن تعلن الحرب على غزة. وصار بعد ذلك ما صار.
مناسبة التذكير: اختيار أحمد أبو الغيط يوم 10 مارس أمينا عاما لجامعة الدول العربية.
بودي هنا أن أتوجه إلى الذين هللوا وكبروا للانقلاب العسكري في مصر في صائفة 2013 واعتبروه "ثورة شعبية"، بل تمنوا ودعوا إلى أن يحدث مثيل له على أرض تونس، ما رأيكم في انتخاب أبو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية؟ أعرف أن الجامعة العربية لا تحك ولا تصك، وليس لها من دور سوى أنها مقر عمل لعدد من الموظفين وأغلبهم مصريون، ليس أكثر. ومع ذلك فإن في انتخاب أبو الغيط على رأسها دليلا إضافيا على شيئين اثنين:
1- أن نظام السيسي هو امتداد لنظام مبارك والدليل على ذلك ترشيح وزير خارجيته أحمد أبو الغيط لتولي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقد جرت الأعراف أن المترشح إلى أي منظمة دولية لابد له أن يحرز على موافقة بلاده أولا. وأن يتولى أبو الغيط الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فمعناه أن الوضع في مصر يعود إلى ما قبل 25 يناير. ولا ثورة في مصر ولا هم يحزنون.
2- أن نظام السيسي يخدم الصهيونية والدليل على ذلك ترشيحه لصاحب القولة الشهيرة "اللي حيعدي حأقطع رجله" في إشارة إلى الفلسطينيين الذين قد يفرون من صبيب الرصاص الصهيوني فرق رؤوسهم آنذاك عام 2008. وهو ما يؤكد أن الانقلاب المصري كان في خدمة الصهيونية، وهو الآن يخطو خطوة إضافية بأن أخضع لها جامعة الدول العربية.
أتذكر أن البعض من أصدقائي كانوا في صائفة 2013 يتوهمون أن عبد الفتاح السيسي هو عبد الناصر جديد، واستمر البعض منهم يدافع عليه. نعم لقد أعماهم ما فعله بأعدائهم من الإخوان عن كل شيء، أعماهم عن أنه داس على الديمقراطية، وهذا لم يكن غريبا، لكن الأغرب أنه أعماهم عن فلسطين وهذا أخطر لأنهم يعتبرونها قضيتهم المركزية.
كذلك بودي أن أسمع مواقف من الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها بعد أن أصدر وزراء الداخلية العرب بيانهم الذي نعتوا فيه حزب الله بالإرهابي، ها هم وزراء الخارجية العرب يتفقون على تسمية أبو الغيط بما في ذلك وزير الخارجية السعودي والتونسي والمصري واللبناني ووو… باستثناء القطري والسوداني. فهل ستراه في الأمانة العامة سيخدم المقاومة أو يخدم القضية الفلسطينية؟ أم تراه قطع الألسنة قبل أن تتكلم بعد أن كان توعد الفلسطينيين بقطع أرجلهم لو فروا إلى مصر؟