اليوم 4 أكتوبر زار قايد السبسي سوسة، ليدشن أو يطلع على ما يسميه هو نفسه إنجازات كبرى "ذات نوعية خاصة". وقد عددها الواحد تلو الآخر وتتمثل في معمل الأدوية الذي قال عنه إنه "لا مثيل له خارج تونس". ثم "مشروع المول وهو مشروع تجاري لا مثيل له في الجمهورية التونسية"، وهو سيشغل 2500.
ثم "مشروع تطهير" قال عنه إنه "أهم مشروع كلفته 61 مليار". وأخيرا "المركب الرياضي" وقد علق السبسي بأن "سوسة تستاهل مركبا مثل هذا". هنيئا لسوسة. حقيقة هنيئا لأهالي سوسة.
بقي لدي سؤال: ما قام به الرئيس في سوسة، هل يغذي مشاعر الانتماء إلى وطن واحد أم يغذي المشاعر الجهوية، ويذكر بأنها تمثل المركب الجهوي المالي الطبقي. فقط للمقارنة: رأينا من الوعود التي قدمت في تطاوين إنجاز مسلخ بلدي. تطاوين ألا تستحق إنجازا واحدا كبيرا؟
التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة. استحضرتني هذه القولة أمام المشهد الذي رأيناه اليوم. رئيس يُنظم له استقبال -عفوي- وتصطف طوابير التلاميذ للتصفيق له. هل مهزلة أكثر من هذه؟