شهداء 3 جانفي 1984

Photo

تعتبر انتفاضة الخبز أحد أهم الأحداث التي عرفتها بلادنا خلال تاريخها المعاصر. ومن أهم الوثائق التي يمكن اعتمادها لإلقاء الأضواء عليها التقرير الذي أعدته الجنة التي شكلتها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وشاركت فيها بعض جمعيات المجتمع المدني الأخرى من عمادة المحامين وجمعية المحامين الشبان واتحاد الشغل واتحاد الكتاب وعمادة الأطباء وجمعية الصحافيين.

وفي مقدمة التقرير اعتبرت اللجنة أن ما حدث "أشبه بالزلزال الذي هز بناء المجتمع التونسي الهش بكل أسسه وطوابقه". واستعرض التقرير في قسم أول المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي القسم الثاني أورد تسلسل الأحداث من 29 ديسمبر 1983 بانطلاقتها من دوز وصولا إلى العاصمة في 3 جانفي 1984، وإعلان حالة الطوارئ ثم ما وقع من أحداث يومي 4 و5 جانفي 1984. وفي الخاتمة وردت إحصائيات لعدد الشهداء الذين بلغوا 92 شهيدا. علما وأن الجهات الرسمية أعطت رقم 70 فقط، في حين أن مجلة "جون أفريك" أوردت اعتمادا على مصادرها الخاصة رقم 143.

وعلى أية حال فإن تقرير اللجنة يتضمن توزيعا للشهداء حسب أماكن استشهادهم كما يلي: تونس العاصمة 29 ؛ صفاقس: 11 ؛ الكاف: 10 ؛ المتلوي: 6؛ قابس: 6؛ القصرين: 6؛ مدنين: 5؛ المنستير: 4؛ جندوبة: 3؛ قبلي: 2؛ توزر: 2؛ قفصة: 2؛ القيروان: 2؛ قصيبة المديوني: 1؛ باجة: 1؛ طبربة: 1؛ سيدي بوزيد: 1. أغلب أولئك الشهداء سقطوا بالرصاص. وقد لاحظت اللجنة في هذا الإطار بأن "إطلاق الرصاص من طرف رجال الأمن على المتظاهرين العزل والتسرع في استعماله كان في الإمكان تفاديه في أغلب الأحيان" وهو ما يعني أن الذين أطلقوا الرصاص كانوا يشعرون بالحماية من سلطة عليا.

ومن الأسماء التي تضمنها التقرير: أنور وجدي ماجدي؛ بوبكر المولدي الرزقي؛ جلال أحمد الرايسي؛ جمال العموري؛ جمال المهيري؛ جمال عمار؛ حبيبة مفتاح؛ حميد حريز الطاهري (تلميذ)؛ حميدة بن رجب الشماخي؛ زهير مصطفى الشيهاوي؛ سامي خليفة حسني (14 سنة)؛ سامي غربال؛ سليم محمد الورفلي؛ سمير القلال (حذّاء)؛ شاكر المبروك؛ عادل الخالدي (11 سنة)؛ عادل بن خميس عمار؛ عبد الحميد بن خليفة المناعي؛ عبد السلام محمد المازني؛ عبد القادر الكوني (تلميذ)؛ عبد الكريم عبد الكبير الكبيري (عمره 12)؛ عمر الذهبي؛ فاضل بن صالح ساسي؛ فتحي بن محمد بن حسين عطية؛ فتحي بوكثير الشتوري؛ فتحي فلاح؛ فخر الدين بن شهيدة (تلميذ)؛ فوزي السعيدي؛ فوزي بن محمد السلامي؛ كريم القبلوشي؛ كمال بن بلقاسم السباعي؛ لطفي الطرابلسي؛ محسن الدريدي؛ محسن عمارة صدوقة؛ محمد الزين بلقاسم العسيلي؛ محمد العجيمي المثلوثي (13 سنة)؛ محمد النفزي (تلميذ)؛ محمد النوري بوراوي؛ محمد بدر الدين الشايبي؛ محمد عبد القادر العبدي؛ محمد لسعد بن سليمان؛ محمود العروسي الشريف؛ منجية الكعبي؛ منذر عبد الكريم الطرابلسي (14 سنة)؛ منذر محمد الأزهر الخياطي؛ منير بن عثمان الحناشي؛ الهاشمي علي القابسي؛ هشام العياري.

وقد لاحظت اللجنة أنه "من الواجب فتح تحقيق عدلي لمعرفة ظروف مقتل كل ضحية وظروف إصابة كل جريح وتطبيق القانون عند الاقتضاء" إلا أن تلك الدعوة لم يتبعها أي اهتمام من السلطة. وهو ملف من الحتمي فتحه اليوم في إطار هيئة الحقيقة والكرامة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات