أولئك الذين انتقدوا سهام بن سدرين أنها قسمت التونسيين، نرى ما الذي فعلوه هم في تلك الجلسة التي اخترقوا فيها القانون طولا وعرضا، والتي انتهت إلى تقسيم فعلي بين مَن مع الجلادين ومَن مع الضحايا.
دعنا بمن أعلنها من بينهم بأن التونسيين شعبان، بما أدى إلى ظهور غيمة هي كما هو واضح تزحف على المكان، مع الأسف. ستترجم بمزيد من التوترات وربما أكثر.
ومن هذه الزاوية فمجلس نواب الشعب، ما هو إلا مرآة، ينعكس عليها ذلك التوتر، ويزيد هو في تأجيجها. فهل ستدور أعماله من الآن فصاعدا مثلما كانت تدور في سلاسة الأشهر والسنوات الماضية؟
السؤال كاف لتصور مدى الجرح الغائر الذي أحدثوه دون أن تبلغ بهم الحكمة أن يتصوروا مداه عندما كانوا يغرسون سواطيرهم في الجراح التي لم تندمل، جراح لم يتصور حكماؤهم مدى غورها، وسقط محمد الناصر على هذا الصعيد سقوطا حرا،
حتى ليصح السؤال: كيف يمكن له أن يعود إلى تصدّر المجلس في المرة القادمة؟ أولئك الذين عابوا على بن سدرين تقسيم الشعب التونسي هم الذين قسموه اليوم بالفعل. بما ينذر بما هو أسوأ لو لم يقع التراجع عما فعلوه. إنهم يسمعون الناقوس الآن..