يومها تتحرر القدس..

Photo

الثورات الشعبية التي عرفت باسم "الربيع العربي"، كانت ستحرر الشعوب العربية من الاستبداد وتطلق طاقاتها الإبداعية في كل المجالات، ومن هنا فقد أدخلت الرعب على أمريكا التي تستمد سطوتها على بلداننا بقدر ابتعاد شعوبنا عن سلطة القرار وخضوعها للاستبداد، كما أرعبت "إسرائيل"، وهنا تذكروا فقط مشهد دخول سفارتها بالقاهرة، ولذلك التقى الأمريكان والصهاينة والحكام العرب على محاربة تلك الثورات والتآمر عليها لإفشالها، في سبيل العودة إلى الوضع السابق.

الرئيس الأمريكي ترامب، بعد أن اطمأن إلى عودة الأنظمة القديمة التي يمكنه أن يتحكم فيها عن بعد وتقوم بقمع شعوبها كلما حاولت الخروج عن الطاعة، ها هو يمضي على قراره بأن "القدس عاصمة لإسرائيل". ترى هل كان يفعل ذلك لو أن الثورة المصرية نجحت وفرض الشعب المصري إرادته؟ ترى هل كان يمكنه ذلك لو نجحت شعوبنا في التخلص من الاستبداد وأصبحت تتحكم في مصائرها؟

لقد كانت الثورات العربية، استمرارا لحركات الاستقلال الوطنية، إحداهما تستهدف التحرر من الاستعمار الخارجي والأخرى التحرر من الاستعمار الداخلي، بعد أن تبين أن حكامنا لم يكونوا إلا وكلاء للاستعمار، وأمريكا لا يرضيها أن تتخلى عن وكلائها، ولذلك سعت إلى القضاء على الثورات لتحول دون أن تمسك الشعوب بمصائرها أو تهدد الكيان الصهيوني الذي أنشئ من أجل أن تبقى بلداننا على هامش التاريخ.

ولذلك فتحرير فلسطين، وتحقيق النهوض الحضاري، ودخول التاريخ، وغيرها تبدأ يوم تفتك الشعوب العربية حريتها وكرامتها، كذلك فتحرير القدس يمر حتما عبر تحرر الإنسان العربي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات