هذا ليس جديدا حقيقة، كنا نعرف أنهم يكذبون. كل أسلحتهم كانت إشاعات، أكاذيب، تشويهات، مبالغات، ترّهات، دعايات، وعود، تزييف... انطلت حتى على قادة أحزاب فصوتوا لهم، ككل العصابات عصابتهم لم تراهن يوما على الوعي أو على الحقيقة أو على الصراحة، وإنما راهنت على التجهيل والأمية والخوف والتدجيل. ولأنها عصابة فما كان أحسن منها كاشفا لبعض ما ارتكبته من جرائم في حق الوطن قبل أن تكون في حق الأفراد.
سمعنا منذ أيام مستشار السبسي بولبابة قزبار يتحدث عن العائلة التي يسعى بعض أفرادها لإقامة جملوكية. وها هو رضا بالحاج، مدير ديوان السبسي، كشف جوانب أخرى من أكاذيبهم. القاروص مثلا. وسنسمع مع الأيام آخرين. هو لم يأت بجديد عن المرزوقي. ولكن كلامه يشير إلى جملة من الجوقات التي استعملتها العصابة، جوقة السياسيين، في نداء تونس وفي خارج نداء تونس، وجوقة المحللين والخبراء مدفوعي الأجر، وجوقة الإعلاميين، وجوقة رؤوس الأموال...
كلام رضا بالحاج عن القاروص، يدعو أولئك جميعا إلى الاعتذار عن كل ما صدر منهم، الاعتذار ليس للمرزوقي فقط وإنما للشعب التونسي عامة الذي غالطوه واستهانوا به وبوعيه، الاعتذار لتونس التي لم يرأفوا بها. على السبسي الذي يعرف الحقيقة أن يعتذر اليوم قبل الغد عن الصمت وعن كل ما ارتكبه الذين كانوا يحيطون به في حق الوطن. اعتذروا.. على أكاذيبكم. أنتم لم تكذبوا على المرزوقي وإنما نلتم من الديمقراطية ومن الوطن.