السبسي الصغير والتحوير الوزاري الكبير..

Photo

التحوير الوزاري الكبير وما أدراك ما هو، بما صاحبه من ضجيج، وتسريبات، وإشاعات، وأخذ ورد، وتحويل وزراء من بناية إلى أخرى، واستبدال حقيبة بأخرى، كل ذلك من أجل ماذا؟ هل كانت الأحزاب واتحاد الشغل واتحاد الأعراف والشخصيات الوطنية، على علم بأن من أهدافه الأهم -ربما- إحداث شغور في دائرة ألمانيا، بهدف تمكين السبسي الصغير من دخول البرلمان؟ الجواب على ذلك لا يخرج من فرضيتين: أنهم كانوا يعلمون أو أنهم كانوا لا يعلمون.

فإن كانوا لا يعلمون، فالأكيد أن موضوعا للتندر والضحك بقدر حجم غبائهم وطول آذانهم. وهم الآن، في وضعية حرجة، فهل يصمّون آذانهم وكأن شيئا لم يحدث أو كأنهم كانوا على علم بالأمر أم يثأرون لأنفسهم؟ أم يعتبرون ذلك من مقتضيات السياسة ولا تبقى لهم إلا الحوقلة.

وأما إن كانوا يعلمون بالأمر مسبقا، فذلك يجعلهم شركاء في خطة العائلة السبسية في التوريث، اعتبارا إلى أن دخول السبسي الصغير إلى البرلمان لا يمكن إلا أن يكون له ما بعده، وإلا لما تجشم كل هذا العناء من أجل مقعد لن يستمر فيه إلا لأقل من سنتين.

ومهما يكن أمر أولئك فهم يستوون مع من التحق أو قد يلتحق بكوكبتهم بعد ذلك من المصادقين على الحكومة "الحربية" في البرلمان أو الساكتين على أمرها في الإعلام والأحزاب، أو المستبشرين بها والمبشرين بنجاحها في السر والعلن.

بقي الامتحان، والامتحان لا يهم الأحزاب الصغيرة وإنما أكبرها حجما وتأثيرا وتنظيما أي حركة النهضة التي هي ثاني أهم حزب بين المهاجرين التونسيين في ألمانيا طبقا لنتائج الانتخابات التشريعية لسنة 2014، فالنهضة أمام امتحان حقيقي نكتشف من خلاله إن كانت تعلم بخطة العائلة السبسية في التوريث أو لا تعلم بها، ذلك أنها إن أحجمت عن الترشح للانتخابات الجزئية في دائرة ألمانيا، فإن ذلك يعني أنها كانت تعلم بتلك الخطة وهي مشاركة في إخراجها، وأما إن تقدمت فالأمر مختلف. إنا منتظرون.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات