كلاب شفيق وكلاب كمال..

Photo

راج على شبكة التواصل الاجتماعي فيديو رفع فيه بعض الشبان شعارات إيقاعية على مدرج المسرح البلدي ردّدوا خلالها قائمة طويلة عريضة من السياسيين الذين يعتبرونهم "كلاب شفيق جراية"، من قايد السبسي إلى أعضاء البرلمان.

من زاوية ما لست معنيا بالأمر، فلا أنتمي إلى أي حزب سياسي سواء ممن استهدفتهم تلك الشعارات أو لم تستهدفهم، ولم أصوّت إلى أي من المذكورين بالاسم واللقب. بل أني لا أختلف مع محتوى تلك الشعارات من حيث ثبوت العلاقة القطعية بينهم وشفيق جراية، وإنما أختلف في توصيف سياسيين بالكلاب، حتى وإن كنا نختلف معهم، لأن هذا التوصيف لا يعكس مستوى أخلاقيا جديرا بالاحترام، ولا ببناء حياة سياسية سليمة، خاصة إذا كان من يرفعون تلك الشعارات يطمحون إلى المشاركة السياسية أو تقديم بديل عن الواقع الرديء، ولو قبلنا بذلك تنقلب الساحة السياسية برمتها إلى مجرد مَكْلَبَة بمن فيها رافعي تلك الشعارات، والأحزاب التي تؤيدهم أو التي ينتمي إليها بعضهم.

وأما شفيق جراية تحديدا، فالدستور يمنحه الحق في محاكمة عادلة، وحتى ذلك الحين هو بريء حتى تثبت إدانته، كما أن المحكمة وحدها بإمكانها أن تدين السياسيين الذين اشتراهم أو موّلهم أو استعملهم.

وفي انتظار ذلك فالملفت للنظر أن بعض من رفعوا تلك الشعارات ينتمون إلى جهة قاطعي الطرق التي صوّتت لقايد السبسي في الدور الثاني للرئاسيات ، نعم، فإذا كان هو كلبا لشفيق جراية كما ورد على ألسنتهم، فبماذا ننعت من صوّت له تماما مثل شفيق جراية، وأوصله بالتالي إلى قصر قرطاج؟

السؤال الثاني: من لم ترد أسماؤهم من سياسيين ضمن قائمة "كلاب شفيق جراية"، هل يمكن التساؤل حول علاقتهم بغيره ممن يتحكم منذ عقود الآن في جانب كبير من الساحة السياسية؟ بمعنى لماذا يتجنبون ولو بالتلميح الإشارة إلى كمال لطيف مثلا؟ ألا يدل ذلك أنه يتحكم فيهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون؟ ولو استعملنا اللغة نفسها هل هم "كلاب كمال لطيف"؟

الدرس: إن الحرب على الفساد لا يمكن أن تكون انتقائية ولا خارج القانون.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات