مؤتمر حزبي لمنظمة نقابية..

Photo

المنظمة هي الاتحاد العام لطلبة تونس، والمؤتمر لم يُسند له منظموه رقمًا مكتفين باعتباره "المؤتمر الوطني"، وقد انعقد بكلية الحقوق بتونس فيما بين 10 و12 مارس الجاري. والحقيقة أننا عندما نتكلم اليوم عن الاتحاد العام لطلبة تونس، لم يعد واضحا ما المقصود به بالضبط، إذ يوجد منذ ماي 2013 اتحادان يحملان نفس الاسم، ولهما نفس الشعار، إلا أن لكل منهما أمينه العام ومكتبه التنفيذي، أحدهما تابع لحزب العمال (الشيوعي سابقا) التونسي ويتولى أمانته العامة وائل نوار منذ 2013، والآخر في قبضة الطلبة النقابيين الراديكاليين وأمينته العامة أماني ساسي.

أما المؤتمر فقد عقدته المجموعة الأولى، ودارت "أشغاله" بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام إلا فيما ندر منها، وباقتضاب شديد. قد يكون ذلك طبيعيا، فلم تعد هناك حركة طلابية، وأن ينعقد مؤتمر طلابي اليوم، فقد لا يحمل ذلك أي معنى ذي أهمية.

من خلال ما نشر، نكتشف أشياء عدة. وائل نوار الأمين العام المتخلي للاتحاد ذكر بصفحته على الفيسبوك أن هناك "أقلية من المؤتمرين" قد انسحبت "في الدقائق الأخيرة"، في حين كان من "المفروض أن تقبل الأقلية بالمقترحات التوافقية". وانتهى بأن حمّلهم المسؤولية قائلا: "الديمقراطية لم تتجاوز بعد عند البعض مجرد شعار للمزايدة السياسية ولم تتحول إلى قناعة حقيقية". وهو ما يعني بكل وضوح أن المؤتمر لم يأت بجديد، وأن الاتحاد بقي تحت هيمنة البوكت.

ولعل ذلك هو ما جعل "منظمة شباب المسار" (نسبة إلى حزب المسار)، تصدر بيانا ذكرت فيه بأنها قاطعت المؤتمر الذي وصفته بـ"المهزلة المسيئة لتاريخ المنظمة" و"المسرحية"، وأنه قام "على أساس المحاصصة الحزبية بعيدا عن توسيع دائرة النقاشات مع كافة الفاعلين في الساحة الطلابية". كما أشار البيان أيضا إلى "الانبتات عن هموم الطلبة و غياب التواصل معهم" في توصيف لعلاقة الاتحاد مع الساحة الطلابية، كما نعت البيان القيادة بأنها "وهمية"، وهو ما يعكس شعورا بالمرارة يحدو أصحاب البيان بسبب استبعادهم واستبعاد غيرهم.

أماني ساسي، الأمينة العامة للاتحاد العام (الثاني) لطلبة تونس، فقد وصفت المؤتمر بالانقلاب، في تشبيه لما وقع خلاله بما وقع في مؤتمر قربة 1971 الذي أصر الدساترة آنذاك على الهيمنة عليهن تماما مثلما يصر البوكت على الهيمنة اليوم على الاتحاد الطلابي. وفي هذا الإطار وجهت رسالة مفتوحة إلى زعيم حزب العمال، حمه الهمامي، وكتبت إليه: "إن أزمات الاتحاد العام لطلبة تونس المتتالية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي حتى اليوم كانت ولا زالت انعكاساً مباشرا للتجاذبات التي شهدها حزب العمال (أو ما تبقى منه) بحكم محاولاته السافرة الانقلاب على المنظمة الطلابية خدمةً لأجنداته المختلفة".

وبعد، ما جدوى الهيمنة الحزبية على منظمة طلابية؟ هل يضمن ذلك للحزب تأثيرا في صفوف الطلبة؟ وهل بقي للاتحاد العام لطلبة تونس تأثير في صفوف الطلبة؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات