بسمة التي لم تبتسم..

Photo

مع الجلاد أو مع الوطن..

أزعجهم توجع ضحايا الانتهاكات، لأنهم يصطفون إلى جانب الجلاد. دعنا من انتقاداتهم لسهام بن سدرين وللهيئة ولهذه الكلمة أو تلك التي تفوه بها الضحايا. ما يهمهم هو مشاعر الجلادين وحماتهم.

عندما يكون هناك ضحايا وجلادون، فإما أن تقع مصالحة وطنية، فيعترف الجلادون بجرائمهم ويقدموا اعتذاراتهم، وتقع محاسبتهم ويصفح عنهم ضحاياهم، وهذا من أجل مستقبل مختلف عن ذلك الماضي الشنيع، وإلا فإن الماضي مستمر والانقسام ثابت وكل في صفّ. ولا تحدثونا بعد ذلك عن الوطن وعن حب الوطن. من كان مع الوطن هو مع العدالة الانتقالية. ومن كان مع الجلاد فلا يمكن أن يكون مع الوطن.

سهام..

نتذكر عبد العزيز الجريدي وهو يعتذر منها باكيا عن كل ما كتبه عنها في جريدته "الإعلان". قراء "الإعلان" لم يشككوا في أكاذيبه، ولم يتراجعوا ولم يعتذروا. كانوا ينعتونها بأقذع الألفاظ، ويشعرون بالشماتة منها عندما اعتدى عليها البوليس. لم يتركوا صفة لم يطلقوها عليها، كما وجهوا لها كل التهم الممكنة. أن تعيّر حتى بلقبها فهذا منتهى السقوط. كلامهم عنها اليوم لا يخرج عن كلامهم عنها بالأمس. هم أوفياء لأنفسهم ولقذاراتهم. أما هي فكانت ولا تزال امرأة ونصف فعلا، لا بل امرأة بألف. رااااجل.

Photo

البشير العبيدي

البشير العبيدي: "وقع تهديدي باغتصابي أمام ابني أو اغتصاب ابني أمامي!" هذا حدث في "بلد الفرح الدائم" للإعلام النوفمبري، على وقع أغنية "بالأمن والأمان يحيا هنا الإنسان".
أي قذارة هذه يريدون من الضحايا أن يصمتوا عن الكشف عن أوجاعهم، بدعوى الخشية على تقسيم التونسيين. هل كانت صوفية صادق أو تونس 7 تشارك البشير وابنه ما كانا يشعران به آنذاك؟ أم هما أصلا خارج الوطن؟

بركاتي وبركات..

الشهداء يتشابهون. نبيل بركاتي وفيصل بركات، شهيدان تحت التعذيب، يساري وإسلامي، أحدهما في الزمن البورقيبي (1987) والآخر في الزمن النوفمبري (1991)

طبيب يشهد…

طبيب يشهد بالسبب الحقيقي لوفاة الشهيد رشيد الشماخي (1991)، وآخر يقوم بالتشريح ويقول إن الشماخي مصاب بالبوصفير. أطباء شرفاء وآخرون كانوا أدوات بيد الاستبداد. فيهم من كان يعاين حالة الضحايا إن كان مازال بمقدورهم البقاء أحياء.

التي لم تبتسم..

بسمة البلعي لم تعرف غير مركز الشرطة، كموقوفة أو تحت المراقبة لمدة 10 سنوات. بسمة لم تحلم مثل الفتيات. لم تتزوج مثلهن، لم تنجب أطفالا. لم تشتغل. لم تحتضن والدها الذي توفي، أمها التي جلطت.
بسمة بلا أحلام، يقولون لها: بقداش الكيلو نضال؟ عندما تتكلم بسمة تنشطر تونس، كأن لم تكن فيها دماء حمراء وأخرى سوداء.


Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات