بين حمدين صباحي وأفيغور ليبرمان..

Photo

المرجع: تصريحاتهما بتاريخ الاثنين 25 جويلية، المنقولة عنهما، في جريدة عبرية بالنسبة للأول، وجريدة مصرية بالنسبة للثاني، وتتوجه كل واحدة منهما إلى الجمهور المحلي لكل منهما.

قال ليبرمان في الكنيست في التاريخ المذكور أعلاه إن "مصر هي الحليف الأكثر أهمية وجدية بالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط وبين الدول العربية" [المصدر: موقع صحيفة يدعوت أحرنوت، النسخة الأنقليزية]. بطبيعة الحال ليبرمان لا يتحدث هنا عن مصر السادات ولا مصر مبارك وإنما مصر عبد الفتاح السيسي التي تسير على نفس الخط الذي رسم في إسطبل داوود، حسب مصطلح العقيد معمر القذافي. وهو ما بوأها لأن تكون "الحليف الأكثر أهمية وجدية" حسب تعبير ليبرمان. وهذه النتيجة التي يعترف بها ليبرمان لا يمكن أن لا تكون لها صلة ما بالانقلاب العسكري الذي تم منذ ثلاث سنوات، خلافا لما اعتقده الكثيرون آنذاك، وربما مازالوا على الرأي نفسه.

في نفس التاريخ المذكور أعلاه قال حمدين صباحي إن "المطالبة بإسقاط السيسي أمر غير عقلاني، يصب في صالح الإخوان"[المصدر: بوابة الأهرام، المصرية] . وهو ما يعني استمرار تأييد الرجل للسيسي بكل إصرار، وهذا الموقف لم يتزحزح في الحقيقة منذ ثلاث سنوات رغم كل الفظاعات التي ارتكبت في مصر خلالها.

والنتيجة أن ليبرمان وصباحي متفقان على نفس الموقف من السيسي. بمعنى أنهما مع استمرار وجوده في الحكم، فهو بالنسبة للأول قد جعل من مصر أهم حليف للدولة العبرية، وهو بالنسبة للثاني ضمان كي لا يعود الإخوان إلى الحكم.

تصريح ليبرمان يرفع كل لبس أمام أولئك الذين ابتهجوا لما اعتبروه في وقته "ثورة 30 يونيو الشعبية"، متوهمين أن قائد الانقلاب هو نفسه جمال عبد الناصر يعود إليهم من جديد. وقد نشروا آنذاك صورة الزعيم وهو يحيي طفلا صغيرا قيل لنا يومها إنه الواد عبد الفتاح نفسه. ومن بين من غالطهم في هذا الاتجاه حمدين صباحي الذي آذن بمد اليد لجماعة مبارك وأيد مثلهم الانقلاب، واستمر يعاضده إلى يوم الناس هذا. ولم ينتبه أحد إلى أن لصباحي ظروفه الخاصة بما يعنيه أن موقفه لم يكن مبدئيا وإنما هو بسبب الملف الذي يمسكه عليه الانقلابيون بخصوص تلقيه لأموال من الخارج. وقد سطروا له بسبب ذلك الخط الذي لا يمكنه الخروج عنه. مسكين.

أن يصل سياسي إلى هذا المستوى، فهي نهاية بائسة حقا. ماذا سيكتب عنه التاريخ؟ والأكثر بؤسا هو أن يجد نفسه في نفس الموقف السياسي مع وزير الحرب الصهيوني بالذات في تأييد بقاء عبد الفتاح السيسي الذي حول أم الدنيا إلى أهم حليف للدولة العربية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات