أكبر إنجاز قامت به حكومة النداء، خلال شهر أفريل 2017، هو مخبزة أي كوشة، وقد دشنته وزيرة السياحة بنفسها.
ولا غرابة فقد سبق لما يعادل مجلس وزراء أن دشنوا مقهى. وعلى هذا النسق من الإنجازات، سيدشنون في المرة القادمة مطعما أو مجزرة. وكأني بمثل هذه المشاريع تندرج ضمن الوعود الانتخابية.
ناجي..
للحقيقة فإن ناجي جلول هو أنجح وزير على المستوى الاتصالي، صحيح أنه وصل إلى القطيعة مع النقابات، إلا أنه لم يعش في حصار مثلما يفعل وزراء آخرون بأنفسهم، كان دائما يتنقل بين شمال البلاد وجنوبها، قطع آلاف الكيلومترات، وزار مئات المدارس بمختلف المناطق، وتمكن من احتلال مواقع متقدمة في الأسبار، رغم ما قد يقال فيها.
لكن المفارقة أنه لم يستفد من ذلك شخصيا، وإنما المستفيد الأول من نجاحه الاتصالي هو حزب نداء تونس، والحكومة نفسها.
ومن هنا فإن إزاحته اليوم تبدو رضوخا للنقابات أو استجابة لمطلبها، وقد يتوهمها البعض انتصارا لهم شخصيا أو حزبيا أو فئويا، إلا أنها تترجم في حقيقتها عن تقدير خاطئ آت من داخل نداء تونس نفسه، بسبب أن جلول قد يغطي على من يطمح في الانفراد بالقيادة، فإذا بإزاحته تعري الحزب من آخر ما بقي له من غطاء لدى فئات واسعة، وتحرم الحكومة من وزير محارب، ألهى الجميع عن التوجه إليها بالنزال، وأعطاها مما يكسبه في اتصالاته.