وكفى. هي ليست عاصمة الجنوب فقط. وإنما عاصمة حقيقية، هي عاصمة بكل المعاني الممكنة، وأن تختارها الألكسو عاصمة للثقافة العربية، فهي كذلك وأكثر. ولسنا بحاجة إلى التذكير بدورها في الثقافة التونسية ونعجز عن تعداد أسماء الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين والإعلاميين من أبنائها أو من الذين درسوا فيها.
لكن بعد أن أغلق قوس "عاصمة الثقافة العربية" جدير بنا أن نتساءل عن الإضافة التي حصلت. وفي هذا الإطار يمكن المقارنة بينها وبين مدينة قسنطينة التي كانت هي أيضا سنة 2015 عاصمة للثقافة العربية.
في قسنطينة تم الاستعداد للتظاهرة كما لو أنهم يستعدون لتظاهرة رياضية دولية، حيث تم دعم البنية التحتية بما في ذلك من طرقات و5 فنادق جديدة وأحدثت للغرض منشآت ثقافية جديدة تتمثل أهمها في قاعة عروض بـ3 آلاف مقعد و قصران اثنان للثقافة ومركز للفنون ووو فضلا عن أعمال الترميم التي طالت المسرح الجهوي والعديد من الجوامع والزوايا التاريخية.
هل هناك شبه بما تم في صفاقس؟ تكاد تكون صفاقس خلال التظاهرة هي نفسها صفاقس قبل التظاهرة وبعد التظاهرة. لم ينضاف إليها شيء يذكر. بمعنى بدا وكأن هناك إرادة لإفشال تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية، وكأن هناك من يستكثر عليها ذلك. يستكثر عليها أن تكون عاصمة للثقافة العربية.