الأرقام أصدق أنباء من الإعلاميين والخبراء ومن السياسيين أيضا.
مصدرنا في هذا الإطار ما نشره المعهد الوطني للإحصاء على موقعه على الانترنت، فلا حاجة لمن أراد أن يتزود بها إلا لبعض النقرات على لوحة المفاتيح. علما وأن المعهد المذكور مؤسسة حكومية، وتحظى أرقامها بمصداقية في الداخل والخارج. كذلك الأرقام التي نشرها البنك المركزي التونسي الذي تقع تسمية محافظه من قبل رئيس الجمهورية.
نستعرض فيما يلي بعض هذه الأرقام الطازجة:
1 البطالة:
بلغت نسبتها في آخر إحصاء 15.4% في الثلاثي الأول 2016. هذه النسبة تسلمتها حكومة نداء تونس الأولى في حدود 15.0%، للتذكير بأن هذا الحزب وعد بأنه سيقضي على البطالة في خمس سنوات، فإذا بها ترتفع بـ0.4% في ظرف عام وثلاثة أشهر. للمقارنة فقط ففي المغرب بلغت نسبة البطالة حسب آخر الأرقام 8.6%. فارق بعييييد. كذلك فبين النساء ارتفعت نسبة البطالة في تونس في نفس الفترة من 22.1% إلى 22.5%، الصمت عن هذا يسمى مباركة لنجاح الحكومة، وارتفاع تلك النسبة هو من باب الاعتراف للمليون اللائي قيل إنهن صوتن للباجي.
2 التجارة الخارجية :
ارتفعت الصادرات بين فيفري 2015 وجويلية 2016 بـ140 مليار مليم، مقابل ارتفاع الواردات بـ335 مليار مليم، بمعنى ارتفاع العجز التجاري في عهد حكومة نداء تونس الأولى بـما يقرب من 200 مليار.
3 الناتج الداخلي الخام :
انخفض في نفس الفترة من الحكم الندائي من 1.8% إلى 1%، بعد أن كان وصل في نهاية 2015 إلى 0.3%.
4 انخفاض قيمة الدينار أمام اليورو :
بحيث 1 يورو= 2.5د. وهو ما كان له تأثير على الاحتياطي من العملة الصعبة الذي انخفض في ثلاثة أشهر بأكثر من 15 يوم توريد، ليصل إلى 110 يوم فقط. مع ما يعنيه انخفاض الدينار من ازدياد كلفة الديون الخارجية والإنفاق بالعملة الأجنبية.
ومع ذلك لم يتحدث أحد عن فشل حكومة النداء. وكأن صمتهم تواطؤ مع الفاشلين من الوزن الثقيل.
كذلك أصر على الإحجام عن المقارنة بالأرقام التي تحققت في عهد الترويكا حتى لا يحمل ذلك على أنه دعاية لها. لكن لابد من الإشارة إلى أن عدم الحديث اليوم عن فشل حكومة النداء، يمس بمصداقية أولئك الذين كانوا يتكلمون عن فشل حكومة الترويكا. الفاشلون !!!