مزالي.. تحت مجهر البحث

Photo

انعقد يومي 29 و30 مارس 2018 في مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بالمركز العمراني الشمالي بالعاصمة مؤتمر علمي حول محمد مزالي، الوزير الأول فيما بين 1980 و1986. فكان مناسبة التقى خلالها باحثون جامعيون وفاعلون في التاريخ والسياسة سابقون وحاليون بما أثرى التبادل المعرفي حول الرجل بصفة خاصة والتاريخ الراهن لبلادنا بصفة عامة.

ومن المؤرخين الذين قدموا أبحاثا في هذا اللقاء توفيق البشروش وعادل بن يوسف وعبد اللطيف الحناشي ومحمد ضيف الله، ويمكن أن نضيف إليهم الجامعيين أحمد فريعة وجلول عزونة والمفكر العراقي دارم البصام. وإلى جانبهم تدخل عدد ممن عرفوا محمد مزالي وعاشروه سواء قبل الاستقلال مثل الأستاذ الحبيب مالوش، أو عندما كان في السلطة ومن بينهم رفيق دربه الأستاذ البشير بن سلامة، وصديقه ومحاميه الأستاذ الطاهر بوسمة، وعدد من زملائه في الحكم وفي مقدمتهم السادة الهادي البكوش وإدريس قيقة ومدير ديوانه مصطفى صادق المنيف إلى جانب د. حمودة بن سلامة، ومن السياسيين الحاليين شهد المؤتمر حضور ومشاركة السادة راشد الغنوشي وإلياس الفخفاخ وخالد شوكات.

الأكيد أن المداخلات قد تكاملت في رسم صورة عن الرجل ومساهماته في مختلف المواقع التي احتلها، ومن الطبيعي أن تتناول عددا من اهتماماته ومواقفه الفكرية والسياسية، وقد شكلت مجلة "الفكر" التي أصدرها في أكتوبر 1955 واستمرت إلى جويلية 1986، مصدرا عاد إليه أغلب المتدخلين ممن تناولوا خاصة الإشكالية الأساسية التي تحتل مركز انشغالاته وبرامجه، والتي تحوم حول "الأصالة" ومن بين العناوين التي تتصل بها "البعد القومي العربي في فكر محمد مزالي"، و"مزالي والتعريب"، و"مزالي ومسألة توحيد المغرب الكبير"، و"البُعدَانِ العروبي والإسلامي في فكر وممارسة مزالي".

وعلى هذا الصعيد تبين أن محمد مزالي يتميز عن كل رفاقه في السلطة، كما يتميز عنهم بطرح مسألة الديمقراطية منذ فترة مبكرة حيث أنه أول من ألف في هذا الموضوع منذ 1956، كما تناول أكثر من متدخل مسألة حرية التعبير وما سمي بربيع تونس الإعلامي في النصف الأول من الثمانينات؛ وأشار أكثر من تدخل إلى علاقة مزالي بالشباب والرياضة والحركة الأولمبية، كما لم تغب عن المداخلات أحداث الخبز، والعلاقة مع اتحاد الشغل…

نشير كذلك إلى أهمية الأضواء التاريخية التي ألقاها عدد من السياسيين الحاليين ومن ضمنهم راشد الغنوشي الذي تركزت مداخلته حول علاقة مزالي بالإسلاميين في تونس وفي المنفى، وتحدث الوزير السابق إلياس الفخفاخ عن حوارات قام بها حزب التكتل مع محمد مزالي بعد ظهور هيئة 18 أكتوبر، وتناولت الأسئلة المطروحة عليه موضوع الديمقراطية وإصلاح التعليم وإدماج الإسلاميين في الحياة السياسية؛ أما خالد شوكات فقد تعرض إلى فترة وجود مزالي في المنفى.

وبذلك فإن هذه المداخلات تقدم إضاءات جديدة حول شخصية محمد مزالي وعلاقاته بالأوساط المعارضة، بما يجعلها مكملة للشهادات التي قدمها رفاقه في السلطة ومن بينهم خاصة الهادي البكوش وإدريس قيقة. وجميعها تشكل مصدرا تاريخيا ما كان له أن يتوفر لو لم ينعقد هذا المؤتمر أو تأخر بضع سنوات أخرى.

Commentaires - تعليقات
رضا بن سلامة
04/01/2018 13:14
شكرا حضرة السيد محمد ضيف الله على هذا المقال الذي لم يستثني أحدا من المتدخلين.