توفيق بكار... في 123 كلمة فقط

Photo

ليس من باب البلاغة، وإنما وزارة الشؤون الثقافية -حامية الآداب وراعية الفنون والتراث- لم تجد في نعي توفيق بكار، أمير النثر العربي (هذه من عندي)، إلا 123 كلمة فقط، بما في ذلك من الدعاء له بالرحمة والسكن في فسيح الجنان وألهم الله أهله وذويه الصبر والسلوان و"إنا لله وإنا إليه راجعون".

هذا النعي الجاف والشحيح كان عبارة عن نص إنشائي لا روح فيه ولا معلومات، بل تضمن خطأ في تقدير عمر الفقيد إذ ورد أنه ناهز 91 سنة بينما هو لم يتمم التسعين. غير بعيد عن ذلك كانت صيغة خُبَيْرَات في الجريدة (130 كلمة) وموزاييك (124 كلمة) والتاسعة تي في (69 كلمة) والشروق (54 كلمة)، في لغة رديئة وأخطاء من كل صنف بما يكشف أن محرريها لم يقرؤوا نصا واحدا للفقيد رحمه الله، ولا هم يعرفونه أو يعرفون أعماله.

فقد ورد في موزاييك آف آم أنه "أشرف على العديد (مرة أولى) من أطروحات الدكتوراه في الأدب العربي والعالمي (كذا) وتتلمذ على يده العديد (مرة ثانية) من الكتاب والروائيين والمختصين في النقد الأدبي" (لا يعرفون واحدا).

وجاء في موقع التاسعة "انتقل إلى خالقه اليوم، (كذا بفاصل بعد "خالقه اليوم") الاثنين 24 أفريل 2017، الناقد والجامعي التونسي الكبير "توفيق بكار" عن تسعين سنة من التدريس والتكوين والنقد والكتابة" (بدون تعليق).

ومما أورده موقع الجريدة: "وقد طبع بفكره وأسلوب نقده الرواية التونسية بصفة عامة (هل تفهمون شيئا؟) وهو شخصية الأدب التونسي وأستاذ الأجيال منذ بدا ينقد الكتب (؟؟؟) ويكتب تقديم اغلب روايات سلسلة عيون المعاصرة التي تصدر عن دار الجنوب النشر لا فقط الموسم الأدبي 2013 /2014 (من يفكك هذا التركيب؟)".

بمعنى أنهم لا يحسنون حتى كتابة نعي أو التعريف بعلم. وهو ما يحق فيهم قوله تعالى: إنا لله وإنا إليه راجعون.

فيما يلي مادة للسرقة حول الفقيد توفيق بكار بالإمكان استغلالها في الأربعينية:

هو أستاذ جامعي وناقد أدبي. من مواليد 31 ديسمبر 1927، درس بمعهد الدراسات العليا بتونس، وتوجه إلى باريس سنة 1955 لمواصلة تعليمه العالي إلى أن حصل على شهادة التبريز سنة 1960. نشط في جمعية الكشاف المسلم التونسي في الأربعينات، وشارك في إصدار نشرية "الكفاح" السرية (1946). وفي جانفي 1950 كان من مؤسسي جمعية الطلبة التونسيين، ثم حضر المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لطلبة تونس المنعقد في باريس في جويلية 1953. انتمى إلى الحزب الشيوعي سنة 1948، وحضر مؤتمره المنعقد سنة 1957 إلا أنه انسحب منه بعد ذلك.

شارك سنة 1961 في إصدار مجلة "التجديد" الثقافية. التحق بقسم اللغة والآداب العربية بالجامعة التونسية حيث درست على يديه أجيال من الطلاب ومنهم من لمعت أسماؤهم في حقل الأدب والثقافة. أطلق وأشرف على سلسلة "عيون المعاصرة" التي تنشرها دار الجنوب منذ 1979، وفي إطارها قدم لعدد من الروايات العربية من بينها "المتشائل" لأميل حبيبي و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، إلى جانب روايات تونسية من بينها "حدث أبو هريرة قال" لمحمود المسعدي وآخر نصوصه تقديم رواية نور الدين العلوي "جحر الضب" التي صدرت في مارس 2017. توفي يوم 24 أفريل 2017. رحمه الله.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات