كاد البانامي أن يقول خذوني..

Photo

تونس بعيدا عن الزلزال الذي أحدثه الكشف عن وثائق بناما. في مختلف أرجاء العالم لم يتساءلوا عن التوقيت ولا الهدف ولم يقع التشكيك أو التكذيب المسبق لما تضمنته تلك الوثائق. تحقيقات هنا وهناك. فرانسوا هولاند مثلا اتصل بنظيره البانامي للحث على التعامل مع السلطان الجبائية الفرنسية. مقر البنك الفرنسي الشركة العامة (Société générale)، يداهمه البوليس على خلفية ورود اسمه في وثائق بناما... أما في تونس فالإعلام يقول لنا إنها وثائق كاذبة أو أن وراءها مؤامرة أو لماذا لا ترد فيها أسماء هذه البلاد أو تلك؟

محسن البانامي..يقول إنه مستهدف من وثائق بناما، كما لو أن الأمر تونسي تونسي. البانامي يريد أن يقنعنا بأنه مستهدف هو فقط من دون كل من وردت أسماؤهم فيها من سياسيين عرب وأوربيين وغيرهم. نعم، كما لو أن مرزوق فقط يكذبون عليه. كما لو أن ما ورد في وثائق بناما انطلى على البوليس الفرنسي وعلى السياسيين الفرنسيين والسياسيين والإعلاميين في العالم، هؤلاء جميعهم لم يشككوا في ما ورد في الوثائق. وفتحت تحقيقات حول ما ورد فيها. أما بالنسبة لمحسن البانامي فعلينا أن نصدق أنه مستهدف عالميا…

محسن البانامي حاول أن يعوّم التهمة الموجهة له، ولكن كل محاولاته تؤدي إلى شيء واحد وهو إثباتها وأنه مورط. وإلا فما معنى أن يؤكد أنه ليست له شركة ولا أموال في باناما، إن لم يكن يعني اعترافا ضمنيا باتصال بباناما للسؤال حول كيفية إنشاء شركة أوف شور. ومجرد الاتصال يعني السقوط السياسي والأخلاقي، حتى وإن لم يفتح شركة أوف شور، وعلى فكرة فباناما ليست المكان الوحيد للتهرب الضريبي في العالم. كذلك ما معنى أن يدعو محسن البانامي إلى فتح لجان أخرى في البرلمان للتحقيق في قضايا أخرى، إن لم يكن هدفه من ذلك تعويم فضيحة باناما وأنه بالفعل مورط.

وما معنى أن يقول بأن الطبقة السياسية جميعها مستهدفة من هذه الحملة ضده، إن لم يتضمن ذلك استنجادا بالآخرين للتضامن معه أو حتى حمايته وإنقاذه من الوضعية التي هو فيها؟ وما معنى إشارات الولاء التي أبداها للسبسي تعليقا على زيارة هذا الأخير إلى بنقردان، إن لم يكن تعبيرا منه على أنه مستعد للتنازل، فقط يطلب النجدة. الله غالب الفضيحة عابرة للحدود، والبحث الاستقصائي لا يقتصر على تونس والقائمون به ليسوا فقط تونسيين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات