في معنى "مبروك الانتصار"…

Photo

في المدة الأخيرة لاحظ ركاب المترو بالعاصمة تغيير ألوان التذاكر الجديدة، وقد علّق بعضهم بأن ذلك من إنجازات الباجي! في تعبير شعبي ساخر من إنجازات الرئيس الذي لم ينسوا له الوعود الانتخابية العريضة حول الاستثمارات والقضاء على البطالة وتشغيل أصحاب الشهادات العليا وتحقيق التنمية وتحسين ظروف العيش والمقدرة الشرائية إلى آخر ذلك مما تبين خلال 1100 يوم (وليس 100 يوم) في الحكم أنها مجرد أكاذيب. ومن المنطقي بعد ذلك أن يقع الركوب على أي شيء.

في هذا الإطار قامت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية مباشرة بعد فوز تونس على غينيا، بنشر معلقة يحتل نصفها الباجي قايد السبسي مع تهنئة عامة "مبروك الانتصار ل #تونس"، في ركوب مجاني أو "ترسكية" على الحدث تقرّبا من الجمهور الرياضي.

لعل الرئاسة تجني شيئا مما لم تنجزه، أو يكفيها أن يعيد التاريخ نفسه، من خلال ملحمة (مشاركة) تونس في (مونديال) روسيا 2018، بعد أربعين سنة من "ملحمة الأرجنتين"، في تكرار لما حدث في عهد بورقيبة.

وإذ جاءت الملحمة الأرجنتينية بعد أشهر قليلة من سقوط المئات من الشهداء في 26 جانفي، فإن الواضح أن الهدف هذه المرة هو التغطية على الفشل على الجبهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فضلا عن التشبه ببورقيبة شبرا بشبر، والأكيد في أثناء ذلك أنه بقدر ما يكون الإفلاس يكون التعبير الرئاسي عن الفرح بانتصار في الكورة. وهذا الفرح هو في حد ذاته تعبير فاقع على الإفلاس.

فيما عدا ذلك حظيت معلقة التهنئة الرئاسية بسيل من التعليقات، إلا أننا لن نهتم بالطحينية منها، وإنما نورد فيما يلي بعض التعليقات الساخرة لما تتضمنه من معاني عميقة:

- برافو مساكني كان عطيناه أهداف الثورة راو مركاهم؛

- عالفازه حطلنا المساكني رئيس حكومه خلي الشعب يشيخ عندو قداش مافرحش؛

- يوسف المساكني في ساعة ونص فرح 12مليون تونسي ويوسف الشاهد 4 سنين ما فرّح حتّي تونسي أعمل تعويض بيناتهم؛

- حط نبيل معلول رئيس حكومة والمساكني وزير التخطيط و التنمية و التشغيل و التجهيز و المالية والتعليم كان لزم حتى وزير الشؤون الدينية؛

- وقيت بش البجبوج يكرّم عبد المجيد الشتالي؛

-فما عباد عايشة تحت الصفر ميسالش إحسبوهم كورة وتلفتولهم راهو عيب عليكم؛

- مبروك للكورة التونسية انشاء الله يتم تعشيب ملعب سبيبة ولاية القصرين؛

- كيلوا طماطم 2500 مي.

لو أطرنا تلك التعليقات الساخرة في قالب كلمات مفتاحية لوجدنا ما يلي: أهداف الثورة، التنمية الجهوية، التمييز الإيجابي، غلاء الأسعار، التشغيل، الفقر، الحقرة، الطبقية، عجز الطبقة السياسية. بمعنى أن البلاد مازالت حيث هي منذ سنوات. بينما الرئاسة تحاول الرئاسة أن تتغطى بما ليس من كسائها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات