سايكس بيكو.. جديدة

Photo

"القدس الغربية عاصمة إسرائيل".. هذا هو الموقف الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الروسية قبل يوم واحد من الضربة الأمريكية. موقف واضح يحاول أن يمسك العصا من الوسط، والأكيد أنه يراعي الكيان الصهيوني الذي ساعدت على قيامه روسيا السوفياتية وتوابعها من الكتلة الشرقية خلال التصويت على تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر 1947. الأهم من ذلك أن اليهود الروس يشكلون أكبر مجموعة في الكيان الصهيوني، وتشكل اللغة الروسية ثاني أهم لغة بعد العبرية. فبحيث هل يكون حضور الروس في سوريا لمحاربة اليهود الروس -بما هم أهم مكوّن في الكيان الغاصب- أم لحمايتهم؟

تأملوا رد الفعل الروسي على الضربة الأمريكية. لقد أوقفت روسيا العمل بالاتفاق الروسي الأمريكي حول السلامة الجوية فوق سوريا. بمعنى أنها كشفت أو على الأقل أشارت إلى وجود اتفاق للتنسيق الأمريكي الروسي حتى لا يضر أحدهما الآخر. فهل كان مثل هذا الاتفاق في علم بشار؟ والسؤال الأهم: ألا يوجد اتفاق مماثل بين روسيا وإسرائيل حيث أن الطائرات الإسرائيلية ضربت أكثر من مرة أهدافا سورية وعادت إلى قواعدها سالمة؟

والنتيجة ألا يذكرنا هذا باتفاقية سايكس بيكو التي تمت بين الفرنسيين والأنجليز (القوتين الأعظم آنذاك) من وراء ظهور العرب الذين صدقوا وعود الفرنسيين والأنجليز بالمساعدة على قيام دولة عربية كبرى، بينما هم متفقون سرا على تقاسم أراضيهم؟ الأمريكان والروس، أليسوا متفقين الآن على شيء مماثل؟

مزيد من التقسيم مثلا، كأن يكون تقسيم سوريا مثلا حيث لا يوجد خلاف فعلي بين الموقفين الروسي والأمريكي من الأكراد، أو على الأقل هو اتفاق على ضمان أمن الدولة العبرية التي كشفت في حروبها الأخيرة عن ضعف أعاد إلى الأذهان إمكانية زوالها من الوجود؟

فبحيث هل نصدق أن أمريكا التي لها في المنطقة هدفان استراتيجيان (إسرائيل والنفط) يمكن أن تخفف حضورها في الشرق الأوسط كما تم في السنوات الأخيرة، وتترك أهدافها الإستراتيجية عارية؟ بمعنى ألم يتم ذلك الانسحاب الظاهر بالتنسيق مع الروس الذين هم لدى العرب أكثر قبولا من الأمريكان؟ وبالتالي أليس الحضور الروسي في سوريا تم بالتنسيق مع الأمريكان؟ يا لها من خديعة كبرى.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات