في قضية الحال، إن أمكن اعتبارها قضية، فإن خروج نايلة السليني في هذا الوقت والمكان، يدل على أنه يقع استعمالها لصرف الأنظار بعيدا عن القضايا المطروحة أو التي يجب أن تطرح، ويبقى السؤال حينئذ إن كان استعمالها تمّ بدون شعور منها أم بتواطؤ منها وبعلمها. هذا كل ما في ا"لأمر. ومهما تكن الإجابة فإن الموقف السليم هو أن لا يلتفت إلى كلامها أحد حتى وإن قادت مظاهرة إلى الشارع.
ذلك أنها ليست أكثر من مواطنة عادية، حتى وإن تصدرت المنابر الإعلامية، بل أنه لا يعتد برأيها حتى في مجال تخصصها. دليلي على ذلك كتاباتها موقع مكتبة إبلا المتخصصة في الحضارة العربية الإسلامية، ابحثوا في فهرسه المتاح على الخط عن كتابات نايلة السليني. ستحصلون على ثلاث نتائج فقط، كتابان أحدهما أطروحتها، ومقال يتيم. بما مجموعه: 439 ص. من حيث الحجم هذه المدونة قد لا تصل نصف حجم أطروحة دكتوراه لباحث مبتدئ.
الكتابان المذكوران غير متاحين في مكتبة إبلا (Exclu du prêt) وإنما في المكتبة الوطنية كما يتضح من خلال فهرسها المتاح هو أيضا على الخط، ونجد إلى جانبهما كتابا مدرسيا ساهمت في تأليفه نايلة السليني وهو كتاب التربية الإسلامية لتلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي. لن أسأل هنا عن كيفية اختيارها في عهد حاتم بن سالم النوفمبري للمساهمة في وضع كتاب مدرسي، وهو على أية حال لا ينفعها كباحثة.
أهم من ذلك التساؤل عن موقع نايلة السليني في مجتمع الباحثين، وهو ما يمكن التعرف عليه من خلال الاستشهاد بكتاباتها. لابد أن نلاحظ أولا أن أحد المقاييس المعتمدة في مختلف تصنيفات الجامعات في العالم هو الاستشهادات (citations) بأبحاث الجامعيين. دخلت موقع غوغل سكولار، وكتبت اسمها بالعربية لأنها لم تكتب إلا بها، فجاء الرد حرفيا: Aucun article ne correspond à votre recherche ، أعدت كتابة الاسم بالأحرف اللاتينية (Neila Sellini)، النتيجة نفسها، لا يوجد ولا استشهاد واحد بكتاباتها من أي باحث عربي أو أعجمي، وذلك يعني أنها شيء ضمن مجتمع الباحثين، حتى وإن كانت في رتبة أستاذة تعليم عال.
وحينئذ فأن تتصدر المنابر أو تصبح محور حديث الناس، فذلك لا يمنحها اعتراف مجتمع الباحثين. بل أن وجود مثلها يعتبر من الأسباب التي ساهمت في تأخر جامعاتنا في الترتيب العالمي للجامعات.