المسؤول الكبير..
السبسي غاب عن القمة الإفريقية وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحضر القمة الفرنكوفونية. لكن خلاف ما فهم، فقد تلقى إهانة من ماكرون، من حيث أراد أن يمتدحه أو ينوّه به أو يشجعه أو ينصحه، فكشف أنه هو "المسؤول الكبير" الذي يعطي الأوامر والنواهي.
نتذكرهم عندما كانوا يتحدثون عن السيادة الوطنية وعن هيبة الدولة وعن الاستقلال.. هاهم الآن صامتون، وكأن المقصود من كلامهم السابق الدولة الفرنسية لا الدولة التونسية .
آخرون لم يأخذوا من خطاب ماكرون إلا إشاراته إلى الظلاميين والظلامية، ذلك كل ما يهمّهم، ما يجعل صمتهم شبيها بالتصفيق الحار.
صبايحية فرانصا..
نتذكّر من دعا منهم الفرنسيين لإنقاذهم، ونتذكر من ذهب إلى البرلمان الأوربي يستجدي تدخّلهم في تونس من أجل الحفاظ على مكاسبهم، هذا في وسائل الإعلام وأمام العدسات، فكيف بما يقولونه في السرّ وما يكتبونه من تقارير، تحريضا على التدخل في الشأن التونسي.
هؤلاء أسعدهم ولاشك خطاب ماكرون القميء في قمة الفرنكوفونية، وهو يحشر أنفه في الشأن التونسي انتصارا لطرف سياسي ضد آخر. وهو ما يعني أن الاستعمار يشكل حصنهم الحصين الأخير. ثم يتشدقون بالوطنية ويصفون أنفسهم بالديمقراطيين. وما هم إلا صبايحية لا غير.