مرشح النهضة في رئاسيات 2019

Photo

لا ليس الغنوشي كما توهّم أو يتوهّم البعض، لأن ما النهضة متأكدة منه أن أي مرشح صريح لها ستجتمع ضده جماعة الفوت أوتيل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما اجتمعت في المرة السابقة. ثم ما الداعي للجري وراء منصب هو أقل بكثير من منصب رئيس الحكومة؟ وحدهم الذين لم يقرؤوا دستور 2014 مازالوا على وهمهم بأن الرئيس له سلطات شبيهة بسلطات بن علي أو بورقيبة من قبله.

وأما النهضة فقد سعت في المجلس التأسيسي إلى تقليم أظافره حتى حُصر أمرُه في زاوية لا تتجاوز وزارتين على أقصى تقدير. إلا أن هذا لا يعني أن النهضة تغض الطرف عن القصر القرطاجي، وحزب في قوة النهضة لا يمكن أن تغفل عن هذا، وإنما بكل تأكيد سيكون لها مرشحها الذي ستسعى إلى إيصاله إلى هناك. ومن شروط ذلك أن لا يبقى طي الكتمان حتى اللحظة الأخيرة، وها هي ملامحه بدأت في الظهور منذ الآن، ويكفي أن نقرأ الموقفين التاليين:

الأول- الحملة التي شنتها النهضة في المدة الأخيرة على الرئيس المرزوقي، على خلفية ما قاله على قناة الجزيرة حول "غزوة السفارة الأمريكية". وإن لم تكن هذه الحملة كاسحة فلعلها قد هدفت إلى إيصال الرسالة الأوضح بأنها لن تسانده في المرة القادمة. بقطع النظر إن غفلت النهضة أم لا بأنها لم تدع ناخبيها بأن يصوتوا له في المرة الفائتة.

الثاني- الدعوة التي وجهها الغنوشي إلى الشاهد بخصوص عدم الترشح لانتخابات 2019، هذه الدعوة يبدو أن هدفها تعبئة القوى المستعدة للفوت أوتيل لكي تصطف وراء الشاهد. وهذا ما قصده الغنوشي تحديدا. نعم هو يراوغ المعارضة حتى تتوجه لانتخاب المرشح الذي يريده هو.

فبحيث النهضة التي تعرف الساحة جيدا، لا تجد أفضل -بالنسبة إليها- من الشاهد مرشحا لسكنى قرطاج. فهو لم يسبق له أن آذاها ولا صلة له شخصيا بنظام بن علي، كما لم يمد يديه إلى الاستئصاليين في الساحة، بل أن ترشحه سيفوت عليهم فرصة قد يرزن أنها مواتية، ثم أنه لا يمتلك قاعدة شعبية حقيقية تضاهي أو تزاحم النهضة. فضلا عن أنه اختبر الآن مدى التزامها بمساندة حكومته وبسياسة التوافق.

والحقيقة من عساه يكون أفضل من يوسف الشاهد مرشحا للنهضة في رئاسيات 2019؟ إن لم يكن هو فهو هو.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات