عودة إلى خاشقجي..

Photo

آل سعود أمامهم شيء واحد لكي يدفعوا عن أنفسهم تهمة اغتياله، وهو أن يثبتوا مغادرته القنصلية اعتمادا على تسجيلات كاميرات المراقبة. هل هذا صعب؟ نعم صعب إن كانت الكاميرات لم تسجل خروجه.

عندئذ فهم الذين قتلوه، دون أن يقرؤوا حسابا لما قد يحدث بعد ذلك، والغباء ليس غريبا عنهم، فقد رأيناهم عندما احتجزوا رئيس حكومة لبنان، أية جرأة؟ وأي غباء؟ وكأن الغباء هو المحرك الأساسي لأفعالهم، كما لو أنه جبلّة فيهم.

أن يقتلوا خاشقجي فهو أمر بسيط، وقد سبق أن رأينا أيديهم ملطخة بدماء الكثيرين، ليس في مملكتهم/ مزرعتهم فقط وإنما في عدة بلدان أخرى، وليست اليمن إلا مثالا من بين أمثلة أخرى عديدة. فما الغرابة أن يقتلوا خاشقجي.

وأما مواقف البلدان الغربية، فبعيدا عن أصوات الصادقين هناك وهم كثيرون، فقد انكشف النفاق الغربي الرسمي، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، حيث المواقف توزن بقدر المصالح.

لا ننسى ردود الفعل الباهتة عندما يتعلق الأمر بالدم الفلسطيني، أو في محرقة رابعة مثلا. كما لو أن أصواتهم لا ترتفع إلا للابتزاز ليس أكثر. وآل سعود بإمكانهم أن يشتروا الصمت.

نظام آل سعود..

بقدر خشيته من دخول الشعوب في المعادلة، منذ 2011، ورغم تدخلاته من أجل إخماد صوتها وقمع طموحاتها، فإنه كان في آخر الأمر أكبر الخاسرين مما حدث، فلم يلبث أن انكشفت حقيقته تماما، فإذا به بؤرة للفساد زائد الاستبداد زائد الغباء. اغتيال الإعلامي جمال خاشقجي، ليس إلا تفصيلا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات