في الغباء ماركة مسجلة..

Photo

أمريكا التي تتجسّس على جميع الحكّام بمن فيهم حلفاؤها وعملاؤها في شتى أرجاء العالم فما بالك بمن هم في الشرق الأوسط حيث ربيبتها "إسرائيل" وحيث توجد مصادر النفط، الأكيد أنها تعرف بمعنى أنها التقطت اتصالات حول اغتيال جمال خاشقجي، خاصة وأنه مقيم لديها، بل ربما تكون حرّضت على قتله، ليس لأنه يهدّدها أو أنه يشكّل خطرا على مصالحها، وإنما لكي تستعمل قتله لابتزاز آل سعود. المزيد من الابتزاز.

غير بعيد عن هذا يمكن أن نشير إلى أن من الشروط الضمنية التي يجب أن تتوفر في أي رئيس أمريكي، أن لا يتردد في استعمال سلاحه الشخصي للقتل، إن وجد نفسه في وضعية تجبره على ذلك.

والأكيد أن محمد بن سلمان يعرف هذا، وقد يكون حريصا على أن يبلغ الأمريكان بأنه في مستوى شرط الرياسة على طريقتهم، وما يهمّه حاليا إلا أن يؤكد أهليته الشخصية، ولا يهم بعد ذلك أن كان فعله موضوع ابتزاز.

وعندئذ، فإن ممارسة الاغتيال تصبح أمرا جائزا ودليلا على كفاءة سياسية، إلا أن ما لم يكن في الحسبان، هو أن السّرّ لم يبق بينه وبينهم.

إذ دخلت تركيا أو تحديدا المخابرات التركية على الخط، وأمسكت منذ اليوم الأول بخيوط من شأنها أن تكشف عملية الاغتيال رغم أنها تمت وراء أسوار القنصلية السعودية. وهذا ما أفسد على القاتل فرحته بعملية القتل، وأفسد على الأمريكان استعمالها للابتزاز.

بحيث أدى الغباء الذي يكاد يكون ماركة مسجلة سعودية إلى تحويل عملية الاغتيال إلى فضيحة يتابعها الرأي العام العالمي بشغف كبير.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات