بين خير الدين وشورّب..

Photo

قناة الجزيرة مرة أخرى. تحديدا الجزيرة الوثائقية سبق أن عرضت وثائقيات عن فرحات حشاد، والمنصف باي، وصالح بن يوسف، والطاهر بن عاشور، ها هي تعود مرة أخرى إلى معين التاريخ التونسي، الذي لم تقتطف منه قناة تونسية إلا علي شورّب، لتجعل منه رمزا للناشئة أو حتى قدوة للأجيال.

لكن في الوقت الذي تبث فيه تلك القناة مسلسلا حول علي شورّب، تدخل قناة الجزيرة لتبث شريطا وثائقيا جديدا حول خير الدين التونسي، زعيم الحركة الإصلاحية في القرن التاسع عشر، وملهم الأجيال التي ناضلت ضد الاستعمار.

القناة التونسية فضّلت علي شورّب، في موقف يلخّص المشهد، دولة تتراجع إلى ظلّ، ومنتصرون يُكتب التاريخ على مقاسهم ومقامهم. في المقابل قناة الجزيرة الوثائقية تواصل الاهتمام بالتاريخ التونسي من زاوية مختلفة، تاريخ كبير مليئ بالرموز والقامات.

تزامن بثّ العملين يوحي بأنهما أُنتجا لنفس المناسبة. والحقيقة أن الصدفة فقط جعلتهما يتزامنان. وفي كل الحالات فالتاريخ يبقى في قلب الحدث.

لابد من الإشارة كذلك أن تكاليف إنتاج مسلسل علي شورّب تتجاوز بكثير تكاليف إنتاج الوثائقي حول خير الدين التونسي. والأكيد أن بث مقابلة رياضية على المباشر يتجاوز إنتاج شريط وثائقي أو أكثر.

للمتحسسين من شبكة الجزيرة والمشككين في نواياها أو في نزاهتها الخ، فهي لم تنتج الشريط المعني، وإنما أنتجته شركة تونسية صرفة، يقوم عليها شبان مبدعون يحبون بلادهم حبا جمّا، ويريدون أن يعرفوا تاريخ بلادهم، ولو وجدوا في إحدى القنوات التونسية الخاصة والعمومية طلبا لأعمالهم لما بخلوا عليها بإبداعاتهم.

أجندا؟ هل هي من قناة الجزيرة أم من القناة التونسية؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات