دولة الهواة..

Photo

سيسجل التاريخ أنها دولة هواة، رغم الادعاءات التي قيلت سابقا من أنهم محترفون وكفاءات، وأنهم قادرون على تسيير أربع دولة. المشكل ليس أننا اكتشفنا أنهم هواة، وإنما السرعة التي كشفوا بها عن حالهم.. إنها دولة هواة تامة الشروط من قصر قرطاج إلى القصبة إلى قبة البرلمان.

1-فرئيس الجمهورية، ودون اعتبار للسن ولا التجربة السابقة، والتجربة السابقة قد تتحول إلى عائق أمام المبادرة والإبداع والحرفية. في دولة الهواة، بعد أن عجزت مصالح الدولة عن معرفة سكنى أحد الفارين من العدالة، قام رئيس الجمهورية باستقباله في القصر الرئاسي، ليهنئه بصدور كتاب.

وفيها رئيس الجمهورية ينشر صورته بحذاء رياضي مهرّب وهو يتفرج وحيدا على مباراة لكرة القدم... وفي دولة الهواة، يتقدم رئيس الجمهورية بمشروع قانون للسماح بتناول المخدرات، ويبرر مستشاروه ذلك بما كان يحدث في ظل النظام الاستعماري حيث كان يسمح ببيع التكروري.

2-وأما الحكومة في دولة الهواة، فمن الممكن -وهذا ما حدث- أن اجتمع سبعة بين وزراء وكتاب دولة من أجل تدشين مقهى. ومنها أيضا أن بقيت وزارة شاغرة مدة أربعة أشهر بدون وزير، وأحدث النكات بخصوصها أن ألغيت وزارة بعد أن اعتذر الوزير المعين عن تقلدها. وأحلاها أن تحضر الحكومة بأغلب عناصرها فقط لتأثيث حصة تلفزية، وفي نهايتها يصفق فيراج الوزراء.

في دولة الهواة يتم تعيين الوزير والسفير والمدير طبقا لعلاقات القرابة والمصاهرة. وفيها يهدد مستشارٌ لدى رئيس الجمهورية رئيسَ الحكومة بالتمرميد في صورة رفضه الاستقالة. في دولة الهواة، الحكومة لا يهمها الاقتصاد ولا ارتفاع الأسعار ولا انخفاض قيمة الدينار.

3-في برلمان دولة الهواة، يطالب النواب بجوازات دبلوماسية لأبنائهم. ويتلكأ المجلس في النظر في رفع الحصانة عن عدد من النواب أغلبهم من الحزب الحاكم أو أحد شقوقه، في تعطيل واضح لسير القضاء.

وأما الطرفة التي سجلت لبرلمان دولة الهواة فقد تحدثت عنها الصحافة المغربية قبل التونسية وموضوع ذلك أن شابا مغربيا في بداية العشرينات من عمره قام عن بعد آلاف الكيلومترات بتصوير برلماني تونسي من الحزب الحاكم في وضع مخل بالأخلاق، واستغل ذلك لابتزازه.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات