إنهم قتلة الزواري، فلا تطلقوا سراحهم..

Photo

إلى يوم الناس هذا لم تعترف الموساد باغتيال ياسر عرفات رغم مرور اثنتي عشرة سنة على ذلك. وقد ننتظر طويلا قبل أن يعترفوا بجريمتهم وكيفية تنفيذها. كذلك عند اغتيال أبو جهاد في تونس في أفريل 1988، لم يعترف الصهاينة بجريمتهم بسرعة، ولم يكشفوا عن دورهم إلا بعد 27 سنة كاملة، كذلك عند اغتيال محمود المبحوح في دبي في جانفي 2010، لم يعترفوا إلا بعد أن كشفت شرطة دبي عن تورط الموساد بالصوت والصورة. جرى نفس الشيء في اغتيالات أخرى لفلسطينيين ولغيرهم.

أما في اغتيال المهندس محمد الزواري يوم 15 ديسمبر 2016 فقد اختلف الأمر تماما، حيث سارع الصهاينة هذه المرة بما يشبه الاعتراف، بطبيعة الحال ليس بصفة رسمية وإنما من خلال قناتهم العاشرة، في اليوم التالي للجريمة، حيث قال بريغمان المعلق على الشؤون الاستخبارية: "إسرائيل عادة ما ترد على الاتهامات الموجهة للموساد بتنفيذ عمليات اغتيال بالقول: لا تعليق، لكن ما حدث اليوم مختلف قليلا". فما الذي يعنيه ذلك؟ لم سارعوا بالاعتراف؟

لا شك أن ذلك يدل على استضعاف بلادنا التي هي في وضعية لا تمكّنها من الرد بأي طريقة ولا حتى عبر الاحتجاج أو التنديد أو ممارسة أي شكل من أشكال الضغط الدبلوماسي. فهم مطمئنون تماما من هذا الجانب.

إلا أني أعتقد أن مسارعتهم بالتعليق بما يشبه الاعتراف يدخل ضمن استكمال عملية الاغتيال. نعم، وهذا نستشفه من خلال قول المعلق نفسه بريغمان من أن المنفذين قد غادروا تونس وأن الأشخاص المقبوض عليهم من قبل الأمن التونسي إنما هم "مجرد سياح تصادف وجودهم في المكان وقت الحادث". سياح قرب مكان الجريمة؟ إن كانوا كذلك فما دخل الصهاينة بهم؟ ألم يكن من الأجدى أن تتولى دولُهم أمرَهم خلال التحقيق مثلا؟ ألا يعني ذلك محاولة للتهوين من دورهم وتبرئتهم؟ وما هو الهدف من الإسراع بالإعلان أنهم لا دخل لهم في الجريمة، إن لم تكن محاولة لإنقاذهم، وتثبيط المحققين التونسيين في عملهم.

إن محاولة الصهاينة تبرئة المقبوض عليهم من قبل الأمن التونسي هو الدليل على أنهم مورطون، نعم هم مورطون، فلا تطلقوا سراحهم. إن القبض عليهم هو نجاح أمني بامتياز، فلا تضيعوا هذا النجاح.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات