لا يطمئن الإنسان أبدا إلى تصريحات الحكام العرب في رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم الشرعية

هل أقدم حاكم أمريكا دون استشارة مسبقة مع الحكام العرب على فكرة تهجير سكان غزة إلى الأردن حيث هاجر قبلهم مئات الآلاف من الفلسطينيين وتحولت هجرتهم إلى مواطنة مزيفة ثم اليوم إلى "دولة العرجاني" السمسار المصري في صحراء سيناء؟

لقد أطلق حاكم أمريكا ممثليه من "قشارة العقارات" قبل تولي الحكم في المنطقة لترتيب صفقاته القادمة، إنما يجب القول إن هؤلاء السمسارة دخلوا الميدان بـ"قوة القوة" التي لم يعد يشاغبها أحد حقا، دون الإحساس بالحاجة إلى سماع أحد أصلا، عندهم ملف عقاري: ثمة بلاد سواها الصهاينة بالأرض وحولوا أهلها إلى المخيمات، كل ما يريده هو التخلص منهم إلى مكان ما: الأردن أو صحراء سيناء، لكي يقام بدلها عمارات سياحية ساحلية مع بحر جدير بكل الحروب تاريخيا، ثم إن فيه احتياطات غاز مهمة، في أول وجوهها الأمريكية، هي صفقة عقارية حقا كما كان يتم في الغرب الأمريكي مع السكان الأصليين، الفارق أن صهاينة أمريكا أو الكيان الصهيوني يرونها تحقيقا للسيادة الصهيونية الإلهية على المكان، الباقي أدوات،

لا يطمئن الإنسان أبدا إلى تصريحات الحكام العرب في رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم الشرعية، فقد باعوا القدس قبل ذلك مقابل استمرار عروشهم وامتيازاتهم الملكية في أن يذيقوا شعوبهم المرار دون أن يرف لهم جفن وفي أن يحظوا برعاية خاصة في الدول الديموقراطية التي تغلق عيونها على حماقاتهم،

ثم هؤلاء الحكام العرب هم جزء صغير من مشروع عملاق لتحويل العرب إلى هامش ويد عاملة رخيصة حول أسطورة صهيونية مسيطرة على العالم وليس لأي حاكم عربي قدرة على المقاومة أو الرفض، أعتى ما يمكن أن يصل إليه أحدهم هو الهرب بأهله وفلوسه التاريخية إلى إحدى عواصم الصهيونية ليقضي بقية عمره في ممارسة القمار وارتياد بيوت الدعارة واستدعاء قارئات الكف والفناجين وورق الكارطة لأنه لم يخلق لأفضل من ذلك، لا يملك حتى شرعية مسك سلاح فما بالك بفكرة المقاومة، فهو يعاديها من حيث المبدأ،

الآن تغيرت أساليب العراك والصراع، لم يعد بين قوميات أو مشاريع استعمار، على الأقل لأربع سنوات سيكون الصراع بين سمسار العقارات ضد السكان المحليين من أجل الأرض والسوق، المقاومة والسلاح الفردي ضد القوة الغاشمة للسمسار، ستحتاج المقاومة والتنظم إلى وقت لكي تعيد اختراع نفسها، بصفتها أفرادا ضد قوى عظمى،

المجتمع العربي نفسه سيعيد اختراع نفسه لينطلق نحو مفهوم إنساني جماعي للمقاومة، بدأه الفلسطينيون ويبدو حتميا للبقية حيث ستنتهي الكثير من الأساطير العربية السخيفة للنضال تحت ظل الأنظمة أو النزل الفاخرة أو المنظمات المقيمة في الجنان لدعوة أصحاب الفخامة للحديث عن الصراع، سيكون ذلك موجعا وصعبا مثل الولادة، لكنه سوف يكون،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات