النقاب على وجه بن قردان

Photo

كان أسبوعا حافلا بالنصر. نصر حقيقي لا مصطنع في التلفزة. أبناء المنطقة دافعوا عن أنفسهم وعن بلدهم ودحروا هجوما نوعيا كان يخطط لفتح حرب أهلية. عرف الجيش من يحمي ظهره و اطمأن إلى النصر في المعركة لذلك ربح كل المنازلة ومستتبعاتها.

في مثل هذا الوضع كان يجب تتحول بن قردان إلى محج و تطرح مشاكل المناطق الطرفية (جنوبا وشمالا) على طاولة الحكومة لتعالج الأوضاع علاجا جذريا تجعل هؤلاء المواطنين الطرفيين الراغبين في الانتماء إلى الدولة يزدادون حرصا على الحدود ويدعمون حماتها بأكثر مما فعلوا في بن قردان.

لكن

بعد أسبوع من الانتصار النوعي وجدنا الحكومة منكبة على قضية المساجد الخارجة عن السيطرة )وهي تفعل ذلك منذ سنتين( كما لو أنها مناطق مستقلة ترفع السلاح ووجدنا النقاش يذهب إلى إعادة صورة الرئيس للإدارة ووجدنا قضية النقاب من البرلمان إلى التلفزة تغلق علينا منافذ التنفس.

اختفت بن قردان وأخواتها وذابت مطالبها وحاجاتها ووضع على وجهها نقاب فلا نعرف أفرحة هي بنصرها أم حزينة من الخيانات المنهجية.

اكتب هذا لا لألوم الحكومة فهذه حكومة عاجزة ويكفيها عارا أن وجهها خالد شوكات.

لكن أحب أن ألوم أصدقائي الذين نسوا بن قردان ومطالبها بسرعة عجيبة كما نسوا قبلها القصرين ومطالبها وسينسون قريبا منطقة طرفية أخرى تدافع بدمها عن البلد وتنسى سريعا بمجرد برنامج تلفزي يقدمه صحفي جاهل وسخيف جربوه مرات وعرفوا أجندته ومن يوجهه ولمصلحة من يفعل ذلك لكنهم يلدغون من نفس الجحر مرات كثيرة ويتلذذون السم في دمائهم …

إن حالهم بحال كلب بافلوف ... كُيِّف حسب إرادة مدربه ...ففقد كل قدرة على الاختيار والرد الواعي....

لقد سرق انتصار بن قردان لأنه لم يتحول إلى برنامج حكومة ... الحكومة الان مشغولة بالنقاب…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات