من ريب دهر أرى حوادثه...تعتز حلواءَها شدائدُها... قف على المنسرح واكتب مستفعلن مفعولات مستفعلن..أو دعك من اللّغة الفاخرة فهي ضرب من ضروب الكفر بالحقيقة. لا حقيقة إلا السلطة وأنت ضدها فأنت العدم.
تب إلى ربها واكفر بربك ستبني لولدك بيتا من طابقين ومسبح أزرق وتموت فلا يتشقق قبرك من خوف عليه أن يسير حافيا بعدك في الطرقات. كن قحبة للسلطة يعش ابنك فحلا بلا مجد حقيقي وبسيارة فارهة و أنثى من حرير. لا تنقل لابنك حرية المنسرح فقد ولد في شقة ضيقة ولم يقس الأفق في آخر ليل الصيف.
فلم يعرف نجم سهيل على جبال طباقة. قف على المنسرح مستنكح منكوحات. عليك أن تمر بتمرين قاس بعد نفاذ المسرة . أن تنسى ما علمك معلمك الأول من محفوظات قديمة (من لم يكن بالكفاف مقتنعًا ** لم تكفِهِ الأرضُ كلها ذهبُ(لقد أخلص لك معلمك حتى غشك في السُّبل فأنت بين تيهين تتوه. خرجت من بين يديه على مقعد في الغمام وأرجوحة من ضياء القمر.
لكنك لم تجد السبيل. لقد غشك المعلم منصور وهو يدرب طبشورك على خط النسخ في اللوحة الخضراء اكتب يا نور يَقُوْلُ(قل( لِلرِّيْحِ كُلَّمَاْ عَصَفَتْ هَلْ لَكِ يا رِيْحُ فِيْ مُبَارَاتِيْ. فأسلمك إلى الحياة طفلا من جمال مطلق بقصص للمجد جبارة. سرت بعده معنى مطلقا حتى صرت فقحة للسلطة.
تحسب راتبك وتكتفي آخر الشهر ببعض الدجاج. لم تفهم كيف ضعت حتى ضعت فلم تهتد. خضت حربا ضد الريح وانهزمت. اكتب الآن على المنسرح أيتها النفس اجملي جزعا.. إن الذي تحذرين قد وقع .وعقب على ليلك إذ يطول أَودى وَهَل تَنفَعُ الإِشاحَةُ مِن.. لا شَيءٍ لِمَن قَد يُحاوِلُ البِدَعا…
أنت الآن في مهب الريح. ريح لست تحكمها ولكن تحكمها سلطة غاشمة لا تكتب على المنسرح وإنما تصوغ من النص ما يلجمك. راتبك مربوط بنص عاهر صاغته سلطة قحبة وأنت ذليل لأن ابنك يحتاج راتبك القليل ليجد بعض قهوته وهو يراهق في مدينة فاجرة. أنت الآن مشرف على حافة قبرك ِوقد أعددت نص الرخامة للقبار ..وكتبت بيدك على الشاهدة … عاش في اللغة حتى فقد المعنى…
مت موتا كاملا غير منقوص سينظم خلانك مراثي باهرة قبل الانصراف إلى خبز مرير وتعزى قبل الخاتمة (يَبكِكَ الشَربُ وَالمُدامَةُ وَالفِتيانُ طُرّاً وَطامِعٌ طَمِعا(… يا رب لا غبطة ولا حسد …ولا انتقاد فلست تنتقد …أرى ثراء أفاده قلم …أخف منه في المسمع الوتد… فهل أفاد البلاد فائدة… أم اعتني بالجهالة البلد…بلى …
لقد ضيع الحرص دما غاليا …وبت ترثيه كأنه دمك …بلى إنه دمك وقد سفح… فارث إنك نص يكتسب معناه كلما بكي…أَذودُ عَن حَوضِهِ وَيَدفَعُني…يا قَومِ مَن عاذِري مِنَ الخُدَعَه لا عاذر من الخدعة فسلم …للنهاية وانزو… لقد فاتك زمن المكرمات..اكتب على المنسرح أمام قائمة الشهداء ( أسْلَمَنَا قَوْمُنا إلى نوبٍ ** أيسرها في القلوب أقتلها..(