يا أخي في اللغة…

Photo

يا أخي في اللغة اغفر لي معانيّ الذنوب. فلقد كتبت ما سرني وما أبكاني ولقد قرأني من سرني ومن أبكاني لكن لغتي والغة في ماء الطريق. وأنك لتجد بها ريح أحذية قديمة و أغبرة سامة ومضغات معلوكة أو علكات ممضوغة رمتها أشداق واسعة تحسن تشقيق الكلام حتى يفقد المعنى. لا تنتظرني في منعرج المعاني وسر إلى معانيك دوني فإن القول يتدنى ولا أجد في لساني ماء لأغسله إليك فتجد في إفطارك فقرة ناجية من وحل المج . أين أجدني في اللغة ؟

وأنا في اللغة كفارس أعمى أمسك لجامها ولا أركبها إيثارا للسلامة كيف لفارس أن يؤثر السلامة؟ انظر يا أخي في اللغة وصديقي في المعاني إنها تسميتي للجبن بغير اسمه . لكن كيف أركبها والطريق بلا طريق ؟ كيف أرسلها في مضامير المعاني وأنا أعمى اللغة ..

اللغة العربية استعبدتني فأنا في سجنها اللذيذ أجدني كعبد يقبل إست ربته لكنه لا يولدها صبيانا. ها قد بدأت أفحش فيها وأجد رأس خيط الكلمات...لكني ارتدع و أتظاهر بالحشمة خوفا على خبز تافه لعيش كل يوم.

كيف تركب اللغة وتنجب منها معاني شامخات؟ اللّعنة إن ذلك من عزم الأمور. إنما أنا رجل أعزل مركون في زاوية تدبير الخبز البسيط.

الخبز ضد اللغة واللغة والكلام والمعاني خليط لا أعرف كيف أرتبه. أيهما يخلق صاحبه من رحمه؟ لأهل المناهج أسلوبهم وأنا ولدت لأكون خارج المنهج. أو وهمت حريتي حتى صدمت رأسي بجدار الواقعية. المنهج أخو النص والنص ابن الدولة وأنا ولدت من أم غريبة تعرف فقط أن أبي رجل شديد وأن معانيه مباشرة كرمية حجر على من كفر .

أنا ولدت خارج النص أو كأني ولدت ضد النص وقد دلني رب الكلام على سلامة المعنى إذ رفضت النص. فلم أشغل نفسي بالحقوق وبالنصوص وبالمجلة. ربي اللّغوي دلني أن النصوص لصوص وأن اللغة رصاص في النصوص وأن الرصاص معان باهرات في جسد اللغو السريع.لكني فقدت الطريق إليّ فلم أجد فقرتي الناجية.

لم أجد معاني بعد لكني كفرت بالنصوص. ولقد عزيت نفسي بأني كافر بالمنهج وارتحت لكن لعنة الترتيب تقتحمني فتصير لغتي لغوا لا أطيقه فاطرح على نفسي السؤال هل ولدت لأكون ببغاء؟. يا أخي في اللغة وصديقي في المعاني تعال نكفر بالعربية القاهرة ربما نخترع لنا طريقا من طريق. إن العربية لعنة تضطهدني.ولا أجد في غيرها كمال الكلام.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات