الشخصية الكاتبة الشخصية الباكية

Photo

انطباع لا علم لدني بالنقد والتمحيص.

أزعم أني من قراء الأدب العربي وأزعم أني قادر على المقارنة بين الأدب العربي والعالمي (في مجال محدد هو الرواية) وأسمح للسيد عبقرينو بن خدوجة أن يرجمني بأني لم أقرأ كل ما كتب وله الحق لكني فيما قرأت وقارنت وجدت الكاتب العربي بكاء شكاء. كل النص العربي (تأمل قوة الجزم المغرور) هو قصيد طللي يبكي الحظ العاثر للكاتب والشاعر العربي. يصل البعض إلى حد إقامة المناحة فيشتغل قوالا (نائحة مستأجرة) .

كان الشاعر يبكي غياب الحبيبة لكن الحبيبة اختفت (كأن الكاتب والشاعر فقد قلبه في الطريق) ولكن البكاء استمر بل زاد إلى الشعر قوة النثر البكائي أضع جانبا نجيب محفوظ ولكن البقية بدء بالأدب الواقعي الاشتراكي وصولا إلى أدب السجون (الموضة الجديدة في تونس ).

لماذا يبكي الكاتب هل لأنه يألم لحال الوطن والأمة والإنسان أم أنه يألم لحاله؟

بالنظر إلى المواقع التي منحت للكتّاب (وهم من المثقفين) بعد كتابات رثائية كثيرة كشفت لي (وأصر إلحاحا)أن بكاءهم لحالهم وليس لحال الأمة (وهل تحتاج الأمم إلى البكائين أم إلى البنائين). فليس بكائهم إلا استجداء لا يختلف في شيء عن دموع التوحيدي التعيس الذي لم ينل حظوة (ليس صدقة أنهم يقدمون التوحيدي كنموذج للأدب الملتزم خاصة في تونس).

دموع الأدب استجداء منفعة من السلطان مهما تغير شكله (أمير مثل سيف الدولة أو رئيس مثل بشار أو بورقيبة) الأديب العربي متسول بالأدب. والرواية عبارات(أبنية لغوية) للتسوّل والكدية والشعر المتراجع أمام كثافة السرد وإن هوّم في الوجدان (غرض الوجود) فهو مخاط بكائين يعتبون على السلطة أن لم تمكنهم من منفعة.

ولأن كل الأدب العربي منذ نصف قرن هو أدب يساري فإن الأديب اليساري(والقومي) هو شيخ البكائين بامتياز.(لو كان الإسلامي خارج السجون لكتب بكاء آخر ولن يختلف إلا في تنظيف العبارة من الإباحية التي يسميها الفحش اللفظي ).

كيف يمكن أن نخرج من القصيد الطّللى مسجوعا أو منثورا ؟ هذه أطروحة أعجز عن تطويرها بحكم الانشغال بالخبز اليومي لكني أفضل الصمت على الكتابة على أن انضم إلى قائمة البكائين العرب منذ قفا نبك ..إلى ..الآن (لقد كنت أحد البكائين وإن أقللت من المخاط).

إنه لشرف كبير أن لا ينهي المرء حياته في لباس نواحة مستأجرة .(باب الرد مفتوح)

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات