الزازية وزكية او زعرة و زهرة.

Photo

زكية بيضاء بالنمش المحمر في شموس البحر أما الزازية فامرأة غليظة برائحة البصل النيئ في الصيف الكثيف. ولك أن تختار بينهما عشقة لا تتكرر إلا في كل ألف سنة. وقد اخترت بياض الصيف على بياض السوبيا. لكني لم أجد علاجا لمرض البواسير الفكرية.

كانت الزازية تعود من المشفى العمومي وقد جننت الطبيب المعالج يقول لها «ليس عندي أدوات جراحة لك» فتقول «افعل كما نفعل بالنعاج اجرح وداوي بالوذح الحار». يقول لها «يا خالتي زازية راهو ما يجيش» تقول له غاضبة «يعطيك جيش يهرسك» وتقوم مغاضبة. تمر في الطريق بدار الثقافة تجد قوما كثرا يتحدثون سمعت كلمة عن دكتورة تتكلم لا بد أن تسألها.

دخلت القاعة التي تضج بالعرق والدخان. كانت زكية البيضاء ذات الشعر الأصفر كماء الذهب تتحدث بفرنسية معربة، قطعت الزازية الحديث بقوة صوتها الجبار« يا أخي أنت طبيبة وإلا من جماعة دق الحنك؟» صمتت القاعة لا أحد يرد على الزازية أم عشرة رجال مات سبعة منهم بطواعين مختلفة وبقي ثلاثة يسدون الطريق على الموت إذا اقترب من أمهم. لم ترد المحاضرة فقدت فرنسيتها الجميلة وضعت علكة ضاحكة على وجهها و ضعت يدها على مضخم الصوت وقالت لجليسها «اشنية ها العبيثة هذه ؟».

قال الجليس«تلك الزازية». وسكت.

«جاوبني يعيش بنتي تنجم تنحي لي الفبروم؟ راهو برهوم ما عادش يجيه النوم. »

لم تضحك القاعة. برهوم زوج الزازية أم إمحمد يوشك أن يهرب من بيته ويعود إلى ذوات الحافر. قال الجميع في المقهى و لكن في غيابه «متاع الزازية تسكر وإبراهيم انجن». في المقاهي الواقعة بين جبل عرباط وجبل الشعانبي لا يفهمون الفبروم. امرأة متعلمة قالت لزوجها في الليل« لحمة كبيرة تسد الطريق». حمد الله وسكت . طريقه سالكة وينام سعيدا.

الزازية غاضبة والطبيب يعتذر بنقص المعدات. والشعبة القديمة لم ترسلها للعلاج في العاصمة قيل لها «طبيب واحد في مشفى المرسى يعرف كيف يقطع الزوائد من أصلها فلا تعود وعليك الدفع قبل الدخول وترضية عشرة ممرضين يداومون في غرفة الفروج المفتوحة للعلاج». الشعبة الجديدة لم تقم بعد والفبروم يكبر في الليل وبرهوم يشرب القاز ويعود لاهبا فيجد الباب موصدا والزازية مسدودة هي ايضا تحتاج تسريحا. «يلعن دين الطب في بر العرب لا يملكون له أي سبب. »

قالت المحاضرة للمرأة المسدودة المخارج« نحن نبحث في تعديل الأنصاف للانتصاف من كامل الأوصاف». لم تفهم الزازية أم إمحمد. ولكنها جلست على ارض القاعة التي تفوح برائحة الأحذية. خرج عشها بين ساقيها لكنها صمتت حتى سمعت بقية الكلام« في انه يجب أن ننتبه إلى أن الرجال هم الذين سموا الله باسمه وصرفوا أفعاله في المفرد المذكر وبالتالي آن الأوان لكي ننتصف من لغة الذكورة المزيفة فإذا كان الله لا جنس له فلم ننسبه إلى المفرد المذكر وقد آذنت الثورة المباركة أن نؤنث الرب ونناديه حليمة» وضجت القاعة بالتصفيق.

مرت لحظة إغماء على الزازية. هل يعالج الأطباء الله أم البشر؟ ساعدها الشباب على الخروج وغسل وجهها فانصرفت الي بيتها. مادمت قادرة على البول فلن تصدق الدكاترة وإبراهيم المسكين سيصبر فان انفطر قلبه ستفتح له النافذة فذلك أهون عندها من أن ترى ربها يلعب مع الذري و تناديه «يا حليمة يا غفارة يا قادرة يا جبارة. »

لن تذهب إلى طبيب المرسى.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات