الخطاب النسوي في تونس

Photo

الخطاب النسوي في تونس خطاب متشنج يصدر عن نسويات متخصصات في الملاعبة الايديولوجية فيتخذن عنوانا عاما او غطاء يجعل الخطاب حول المرأة هو خطاب تحرير المرأة .. بما يفترض ان القبول بالمشاركة في هذا الخطاب يجب ان يسلم بان المرأة محتلة (وإنها موضوع للتحرير) ..لكن من يحتلها؟..تلك المقدمة تؤدي الى التسليم بنتيجة اولى ان الرجل هو المحتل (المسيطر) ويؤدي الى نتيجة ثانية بالضرورة ان تحرير المرأة يجب ان يتم من سلطة الرجل المحتل الغاشم…

بما يغيب بعدا هاما ان وضع المرأة المضطهدة ليس وضعا خاصا بها بل هو وضع مجتمعي فيه موروث ثقافي وسياسي واقتصادي اي انه يشمل الرجل ايضا ...فالرجل نفسه محتل ومضطهد من قبل تاريخه الذكوري وتاريخ المجتمع السلطوي (بعض هذا الموروث يعود الى ما قبل الاسلام )…

لكن خطاب النوع الاجتماعي (الجندر ) يوقف الموروث عند حدود ظهور الاسلام لغاية ايديولوجية وان عملية التحرير المطلوبة لا تعني تحرير المرأة من الرجل بل تحرير المرأة والرجل من الموروث التاريخي الذي عاني فيه النوعان اي اضطهاد السلطة السياسية (بما فيها الاستعمار) والسلطة الثقافية بما فيها تأويل الدين على هوى نوعي (..رجالي) ما قبل اسلامي .

لكن الخطاب النسوي يبتسر المشكلة في معركة بين المرأة الضحية والرجل المجرم فيجعل الخطاب التحريري خطابا انتقاميا موجها ضد الرجل (الذي يصبح بالمناسبة متدينا وان كفر بالين)..وهذا يؤدي الى تحويل وجهة معركة التحرير الاجتماعي .. ويدفع الى ردة فعل ذكورية (رجالية)معادية للمرأة عداء دفاعيا مربكا لكل تقدم...(ويتذرع بعضه بالدين).

الببليوغرافيا المتاحة حول خطاب الجندر فيها قسمان :

الفرنسية وغير الفرنسية (خاصة الانجلوسكسونية) .. في جامعتنا تهيمن الببليروغرافيا الفرنسية (هذا موروث لا يوضع موضع نقد) وهي منتجة التشنج المشار اليه اعلاه …

يشكل هذا الخطاب مقدمات مغالطية لمسالة النوع الاجتماعي ستظل تنتج قدرا كبيرا من التشنج المعرفي والنضالي يضر بعملية تطوير خطاب النوع و يضر بنتائجه في الواقع .. ونعتقد ان طرح مسالة الميراث كما حددتها النصوص الدينية قبل طرح مسالة العادلة في التشغيل و المساواة في الاجور والحقوق السياسية و المشاركة على قاعدة المساواة والإنصاف في ادارة الشأن العام عينة من هذه النتائج المبنية على مقدمات مغلوطة.

هنا على القائلين بخطاب النوع بصفته تحريرا للنوعين الخروج اولا من تأثير الببليوغرافيا الفرنسية .... هذا استعمار اخر ...يتم بمسودات الجامعة الفرنسية المنقولة بالفوتوكبي ...او بالتحميل المجاني من قوقل...

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات