نسب الطلاق المرتفعة ؟ (بعض التفسير لا التبرير)

Photo

4 حالات طلاق كل ساعة؟ المعلومة إذا صيغت بهذه الطريقة تصير مفزعة لكنها لا تفسر نفسها. فإذا أضفنا بعض الصياغات الكارثية عن تفكك المجتمع فكأننا تحولنا إلى غبار وانعدمنا.

هذا الرقم نتيجة لمسار تطور اجتماعي بدا مع التحديث و يتسارع مع تسارع التحديث. نحن نتجه إلى مجتمع فرداني يقوم على تضامنات المصلحة بشكل إلي غير عضوي . انتهي بالتدريج زمن القرابة الدموية وانتهى التقسيم إلى عشيرة و أغراب .

لو نظرنا لوجدنا أن هذه النسبة ترتفع في الأوساط الحضرية وتضعف في ما تبقى من أوساط ريفية. لكنها قادمة إلى الريف بقدر تحضر الريف.

وكنا نقول إن إحدى علامات تحضر مجتمع هي ارتفاع نسب التحضر فيه(التمدن) و ضعف نسب سكان الريف. وكنا فرحين بذلك ونقدمه كعلامة تقدم اجتماعي ذلك التقدم خلق هذه النسب. وسترتفع النسبة ولن تتراجع بل إننا ذاهبون حثيثا إلى حالات بناء خارج الزواج. أي معاشرة مقبولة اجتماعيا (أعراف حضرية جديدة) وان كانت مخالفة للقانون.

لعن المجلة ثم لعن من وضعها ثم الاستنتاج بان المجتمع فاسد مع إضافة شحنة عاطفية عن البعد عن الله ليس تفسيرا للظواهر .. انه تعزيات مستنفذة الصلاحية ولن تصلح بالوعظ الديني.(جماعة الوعظ هنا فاتهم القطار..فالفرد يؤمن بقدر المصلحة في المعتقد وليس لوجه الله تعالى).

نحن دخلنا مضطرين غير مختارين إلى مجتمع الاستهلاك الذي هو ثمرة مباشرة لاقتصاد السوق . في هذا النمط يصبح الفرد فردانيا باستمرار ويكون هدفه تحقيق متعته الخاصة ومن اجلها يعيش ويوظف إمكاناته. والزواج مؤسسة تقوم ضد الفردانية لذلك فهي إلى زوال والفردانية إلى صعود.

منذ مدة بدأنا نحسب عدد الأسر ذات العائل الوحيد هي نتيجة في منتصف الطريق لاحقا وقريبا سنحسب عدد البيوت (ménage)بدون زواج. سنعدل مفاهيمنا الإحصائية لتشمل أسرا من فرد واحد. وسنجد له اسما كما وجده الأوروبي. إن نسب الطلاق الان خطوة ضمن مسار أدخلناه ولن نخرج منه إلا إذا كانت لدينا قدرة ورغبة في كسر الاندماج في مجتمع الاستهلاك والاستهلاك التفاخري بالذات. أي أن نخرج بإرادتنا من المجتمع الرأسمالي لنعود مجتمعا ريفيا متضامنا على أسس الدم والعشيرة (يجب أن نتذكر مرحلة كان زواج الرجل من برانية عيبا أخلاقيا ثم تجاوزناه حتى صارت الفتاة تقترح زوجا برانيا على أهلها رفضنا ثم قبلنا والآن توجد فتاة تونسية تقبل الزواج من أوروبي وليس فقط عربيا مسلما)

انه مسار تطور لا رجعة فيه كلنا يسال نفسه فيه أيهما أهم وأيهما انفع لي (ألذ( أن املك سيارة جديدة أم أن انفق راتبي على تربية ولد ؟

من قبل مقدمات التحضر الأولى لا يمكنه أن يستغرب من النتائج الراهنة. هذه من تلك وهي قدر غشوم… لا يمكن عكس مساره بخطاب ديني وعظي مهما تفاصح على المنابر.

خليكم ماديين حبتين ..

الأسرة مرحلة من الانتظام الاجتماعي مرتبطة بنمط اقتصادي ) بنحلة معاش بمفهوم ابن خلدون( إن زمن التضامن الآلي ولى وانتهى ونحن في آخر أيامه… فسلام على والدينا وسلام على أبي تراب … ربوا أولادكم لغير ما ربيتم له … سيقول المؤرخون ذات يوم… إن المدينة جريمة… سيقول بعض الوعاظ إن الله لا يعبد في المدن… المدينة محرقة… لذيذة… هل سيكون لأولادنا أولاد ؟؟ لا أحد سيصب ماء على قبور الأجداد بعد جيل آخر.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات