اللعب بالورقة الاخيرة …

Photo

يمكن دفع التحرك إلى أقصاه وإشعال كل العجلات القديمة في مدن تونس وقراها… والزحف ليلا على مراكز الامن لكن تحويل ذلك إلى انتفاضة عامة وعارمة يقتضي إجابة على سؤال يطرحه الجميع بمن فيهم أصحاب الحق في التشغيل…

ما المطلوب أكثر من وضع مطالب التشغيل على طاولة حكومة منتخبة ؟ هناك سؤال يتولد منه أسئلة أكثر دقة وإحراجا (للقيادة المفترضة للتحرك) اذا غابت الحكومة هل سيكون هناك فعلا تشغيل و تنمية ؟ ومتى وكيف وبماذا؟ ومع من ؟ اعداد هذه الاجابات كان يجب أن يسبق إطلاق الانتفاضة الثورية المكملة لما سبق… وتجاوز مرحلة التردد الانتقالي الاعتباطي الخياني العميل الخ الخ… ما سمعته حتى الان:

أخبار عن مظاهرات بلا شعارات.. وبعضها غزوات ليلية على مراكز امنية في غير وضع تصدي للمتظاهرين.. فضلا على أن البيان رقم واحد للشباب المعتصم بالقصرين بيان متوازن يخاطب حكومة شرعية ويطلب حقا شرعيا ولا ينقض اية مؤسسة ولا ادارة… (خطاب مواطنين في دولة لحكومتهم) اذن اذا لم تتم الاجابة عن أسئلة الناس فكيف سيتحمسون لمحرك مجهول وصامت؟ (كانه امنا الغولة)

التعاطف مع الشباب وحقوقه ليس كافيا لنقض الحقوق القائمة للبقية وأغلبهم من ذوي الرواتب والمهن الحرة ممن يهمهم استقرار الوضع الحالي و تطويره (لنقل طبقة وسطى رجعية لكنها ثابتة) (للتذكير من يستعمل الان طبقة العاطلين والمهمشين استعمل الطبقة الوسطى قبل ذلك لنفس الغاية ولكنه لم يتفطن انها طبقة ذكية وقد استعملته و تخلت عنه اي خدمت به خدمتها ).. اني ارى قوما يدفعون الى وضع عسير عليهم قياده ولكنهم يصرون ويمضون قدما في خطة بلا هدف وهي الحالة التي ستنتج نقيضها بالنسبة لهم .

لقد استعلموا آخر أدوات القوة عندهم…. آخر سلاح ردع وتبين أنه لا يقتل الخصم وإن شوَّش عليه راحته هناك لحظة قادمة سيقوم فيها الخصم برد الفعل… (ولعله من القوة بحيث يختار توقيت الرد ومكانه) ساعتها سيكون الامر انتقاما بقطع الشأفة… لمنع التفكير في اعادة الكرة… معركة كسر عظم نهائية.. لا تفاوض بعدها …

لذلك فاني اعتقد أن هناك لحظات قادمة في انتفاضة التشغيل (هكذا سميتها) سيدفع فيها الراكب باخر فيالقه … فاما انتصار او انكسار… واندحار نهائي .. هذه الهوجة اهش بكثير من جانفي 78 … وقد اتخذت الدولة حينها وسائلها وبقيت …وركع لها من عمل على نقضها … (حتى استوعبته) … في نظريات النسق .. لا يمكن نسف نسق من داخله … لكن يمكن التأثير فيه بالتدريج .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات