لم اصدق حتى استمعت وبإمعان لخطاب السيد عبو على الجزيرة

Photo

بدا عبو الفصيح متلعثما ولم يثبت خطا نقديا للتوافق الحاكم الذي يعارضه واقترب خطابه كثيرا وبجمل مرتبكة من خطاب جريدة الشروق …وزاد الامر سواء ان الخلفية الحقوقية للمتكلم لم تظهر ابدا بل اظهر عكسها وهو يتحدث عن شبهات توزيع اموال انتخابية واثراء مجهول المصدر دون ان يقدم دليلا واحدا يستحق ان يتخذ حجة.

اتخذ السيد عبو (السياسي) نفس موقف النخبة التونسية اليسارية من النهضة (مغفلا عمدا النداء)وهو الموقف الذي يوزع الحق في الوطنية والصدق ويرى غيره محل شك وريبة مهما بذل من جهد سياسي ليكون شريكا في بناء تجربة سياسية .

تقييم السيد عبو لمرحلة التوافق (2014-2018) متحيز وعدمي فهو يغفل ان التوافق هو الذي ضمن الانتخابات البلدية الفارطة و التشريعة القادمة ..كما انها المرحلة التي ضمنت له بكل عيوبها الاقتصادية مناخ حرية سياسية اذ قطعت طريق العودة الى الاستئصال السياسي والاحتراب العقائدي الذي دمر به بن علي ربع قرن من حياة التونسيين بما فيهم بل ربما في مقدمتهم السيد عبو نفسه …

نقد التجربة التوافقية على لسان السيد عبو المتلعثم لم يركز على طبيعة الاخطاء التنموية هل هي في الاشخاص ام في الخيارات المتبعة وغلب على خطابه نهج شعبوي لا يفهم منه المستمع بديل السيد عبو المقترح …فقد استنقص ولم ينقد بما كشف انه ليس لديه خلفية منهجية ) برنامج بديل) توجه خطابه …

ظهر لي السيد عبو اقل بكثير من الصورة التي بنيتها له فقد ظهر اقل من زعيم واضعف من محام …وابعد ما يكون عن قائد سياسي يشتغل على بدائل فعلية بقطع النظر عن اخطاء خصومه …فمن العسير تاليف الناس على اساس ان الاخرين ليسوا على صواب ..

لقد اشتغلت الجبهة اليسارية طويلا على عيوب خصمها الاسلامي لكن لم يعرف الناس ابدا ماذا تريد الجبهة … خطاب عبو كان نسخة كربونية غير جلية من خطاب الجبهة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات