اقتصد_في_السيارة_الادارية
جميعنا يشكو من الفساد لأن جميعنا يعرف الضرر ويتألم لكن ألسنا مشاركين فيه بدرجات متفاوتة؟
نتهم دوائر السلطة والأحزاب بأنها فاسدة وتعيش من الفساد وتحميه وليس لها رغبة في القضاء عليه وهذا صحيح ولكنه أيضا مبرر لكي نشارك في الفساد من مواقعنا. فالقول بان رأس القرطلة خامر صحيح لكن نحن في أسفل القرطلة لسنا ملائكة.
ونقول غالبا مادام الاخرون يسرقون فسأسرق بدوري وهم ليسوا أفضل مني. وهكذا نتحول جميعا إلى آلة منتجة للفساد بدرجات مختلفة. ان الفساد مختبئ في سلوكنا جميعا.
كل من كان بين يديه عمل لا يتقنه فهو فاسد. يقبض مالا أو يقبض راحة من فساده. يستشهد البعض بقول لزعيم ماليزيا بأن مقاومة الفساد كتنظيف المدارج يبدا من فوق وهذا صحيح وأصح منه أن يبدأ كل واحد منها من تنظيف مدرجه فيلتزم عمله بشروطه القائمة دون أن يطرح السؤال عن تلدد الاخرين.
إن شعبا يرفض الفساد في ما يفعل (في المربعات الصغرى) يرعب سلطة فاسدة فتتوقف ولو بعد حين. مساحة الحرية تساعد كل فرد على ان يقاوم في نفسه وحوله. وبالقليل من القطر تجمع الانهار الصافية فتدحض المياه الآسنة في مستنقعات السلطة والإدارة .
هذه مثاليات نعم لكنها ليست مستحيلة. انها ثقافة ووعي فردي يبدأ من الذات. قد تساعد الموعظة الدينية في ابرازها ولكن الأخلاق ليست بالضرورة مرجعها التدين فكم من متدين الظاهر فاسد الباطن وكم من زنديق (مجازا) يعيش بوعي مدني متحضر لا يشوب سلوكه الاجتماعي شائبة من فساد.
الفساد فينا ونحن نبرره بالتركيز على فساد السلطة فقط. ليبدا كل امرئ بنفسه وليكن وازعه ضميره. ومحبته لنفسه بغير أثرة ومحبته لجاره في البيت وفي العمل. وليكن واضحا انه اذا لم تولد فيها الثورة هذه الصحوة ضد فسادنا الشخصي فنحن إلى الهلاك سائرون. ولو حكمنا أطهر الحكام.
اقتصد_في_السيارة_الادارية.