عندما يسبق الشعب الحكومة وعندما يفكر العوام افضل مما تفكر النخب .

Photo

عن هنشير جمنة اتحدث

جمنة مدنية صغيرة او قرية كبيرة تقع جنوب قبلي على طريق الذاهب الى دوز ...اشتهرت منذ تأسيسها بأمور خاصة عين ماء زلال كانت مشرب القائم والراحل وفرع زيتوني انتج عارفين بالدين و بالعلوم.

احدث فيها المعمر تجربة زراعية علمية لغراسة الدقلة وانتقل الهنشير ( واحة كبيرة ) الى املاك الدولة بعد 1963 ...وظل تحت تصرف شركة ستيل العمومية ..

فرط بن علي لأحد اثرياء الجهة في الهنشير نظير رشوات كبيرة لصندوق 26-26
وأحس السكان بالغبن ...لان الهنشير ضاع ...فثمن التفويت كان بخسا ....

قفز الاهالي على الهنشير بعد الثورة وأقاموا له جمعية تصرف ... انقذته من الضياع و صرفت مردوده على اهل القرية ....في امور اجتماعية عامة ...منها التعليم وإصلاح المدارس والتكفل بالفقراء …

اول حركة قام بها وزير املاك الدولة الجديد ....وهو اشتراكي المنزع ...وقرا مسار الاصلاح الزراعي على عبد الناصر ... هي استرجاع الهنشير لملك الدولة دون تقييم لنتيجة ما قام به الاهالي ...ودون استشاراتهم …

نموذج محلي للتصرف الارادي في الملك العام ... كان يمكن ان ينقذ كل الضيعات العمومية الفاشلة في الشمال ....وهي معضلة لم يفلح احد في حلها خاصة بالتفويت للخواص (طريقة بن علي)…
قرار قانوني قام به الوزير لكنه قرار ينم عن عقل محافظ ورجعي ومتخلف عن مبادرات الشارع و النخب المحلية...

قرار رغم قانونيته (قانون املاك الدولة غير المحين مع روح الدستور) لذلك فهو مخالف لروح الدستور في الباب السابع الذي يهرب الجميع من تطبيقه …

وضع الموارد المحلية (العامة) على ذمة الجماعات المحلية ومراقبة تصرفها مركزيا ..
تجربة يمكن وصفها بتجربة اشتراكية متقدمة نبعت من المجتمع المحلي كان يمكن تطويرها لا قمعها ...تجربة يمكن تركها تتطور والتعلم منها ...لغيرها …

لم يخرج الهنشير من ملك الدولة عمليا (الاصل) ومردوده (الفرع) بقي للصالح العام مع نجاح في رفع المردود بحكم خبرة المحليين في فلاحة التمور ...

ادعو الى الدفاع عما قام به المحليون في التصرف في الهنشير وتخفيض قسطهم من الميزانية العامة ...بما يقابل مردود الهنشير ..( طرح ما يعادل مردود الهنشير السنوي من ميزانية قبلي المخصصة لجمنة) .وترك التجربة تتطور ...للنسج على منوالها …

اذا كان في هذه الحكومة رجل عاقل فليرينا عقله وحصافته ...وتكتيكه …

المجتمع المحلي قادر على تطوير نفسه ....وإراحة الحكومة من كثير من مطالباته …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات