في كل الشعوب والبلدان توجد حزازات و صراعات جهوية بين المدن والمناطق تعود جذورها احيانا الى عهود سحيقة ..
مثلا جماعة باريس يحتقرون جماعة مرسيليا وتعود جذور هذه الحقرة الى ان مرسيليا و جنوب فرنسا عامة كانت ذات يوم مسلمة وبقي جماعة الشمال ينعتون سكان الجنوب بالسارزان (sarrasins ) اي تقريبا الكفرة المسلمين وبعد الثورة الفرنسية عمقت الاختلاف ..لان مرسيليا كانت الهامش الذي اقتحم المركز.
في تونس عندنا اختلافات عميقة جدا ذات جذور قبلية ... عمل التدين الشعبي ) الزوايا وقوافل الحج على الدواب) على اخمادها و تهدئتها ولكن بقيت دائما نار تحت الرماد تستثار لاقل استفزاز)…تذكروا احداث المتلوي عام … ( 2011
ولكن المؤلم ان دولة الاستقلال عمقت الشرخ في نفس الوقت الذي كانت تعلن بناء الوحدة الوطنية على انقاض القبائل والعروش…
ثم كلام كان يتردد في قصور البايات من قبل عهد الاستعمار )هذه البلاد ما يحكمهاش همامي والا فرشيشي)… يعني اكبر وعائيين بشريين متجمعين على أساس قبلي… محرومين مسبقا من السلطة مجبرين على التبعية…
انظروا لاحقا من كرس هذه العقلية وأضاف لها (08) ثلث تونس اسمه (08) رقم ليس اكثر (مفتاح الهاتف).
والان اتوسل الأصدقاء ان يتكلموا بصوت عال.. لتفسير هذه الحزازات وفضحها لانها تقريبا مفهومة المصدر. ….
ما يجري في القصرين استمرار لها.. وسيتكرر ( حدث مثله في الجنوب نفس الشيء عام )2015 فالجنوب ليس اقرب الى قلوب الحكام … (البر اللوطاني قال احدث الديوثين )نفهمه ونقاومه او نستسلم له ونعيد انتاجه .
الديمقراطية المحلية السحرية نعم السحرية تعطي الناس حقا في حكم انفسهم لينهوا الحقرة المركزية …
من لم يفهمها الان سيصله حر انتفاض الهامش الذي لن يموت قرنا اخر …