في اول الثورة كان النهضويون فرحيين لأمر بدا لي غريبا ...كان فرحهم بقبول صور نسائهم بالحجاب في بطاقة التعريف عظيما ...كان اخرون فرحين بأمور أعظم من ذلك لذلك بدا لي فرحهم صغيرا وتافها ..مع الوقت ومع الاحاديث الكثيرة انكشف مقدار القهر الذي تعرضوا له بما جعل الاعتراف بوجوهم )وجوه نسائهم (كما يحبونها عزاء كبيرا ...وغنمية قدروها عاليا جدا ...(غنمية فقير عثر على دينار في الرمل).
مع الوقت (وكان وقتا وجيزا) وصلوا السلطة وحكموا ...لم يقدروا التصعيد الشعبي حق قدره ... قدروا الاعتراض عليهم اكثر مما قدروا التعاطف معهم ...نفسيا هذا سلوك مضطهد لا سلوك قائد.
خسروا السلطة ...وعثروا على تبريرات كثيرة ضمن نفس الخط القابل بالحد الادنى
هم الان في موضع من يمسك السلطة ان تقع فشريكهم غير مهتم إلا بمصالح منتسبيه لكنهم يتحركون بنفس منطق الرضا بالقليل ولا يقدرون موقعهم وقوتهم .
في هذا الاطار يثمنون اعتراف الباجي بمواطنيتهم ... وهم عمليا من يمكن ان يمن عليه البقاء على قيد الحياة .
من المسؤول عن ذلتهم وهوانهم على انفسهم ...؟؟؟ ليس بن علي وحده…
جزء كبير من مشاعر الاضطهاد تشكل في السجون ولكن كثير منه ايضا تشكل في مرحلة الترويكا ....
فلم يكن الاعتراض على وجودهم في السلطة موجها الى سياساتهم التي لم تكن عبقرية كان موجها الى وجودهم نفسه ومن غير فريق بن علي ...القديم بل من فريق الثورة نفسه ...بما في ذلك شركاؤهم في السلطة ...
الشعور بالاضطهاد متواصل ولديه حجج لكنه يتحول الى تبرير ذاتي ... و يقام كحاجز داخلي امام التقدم بجدية الى السلطة و تحمل تبعاتها براس صحيح… النهضاوي يربي في داخله خوفا ..لذيذا ...من السلطة ..
ولكن هل النكوص عن المسوؤلية عيب نهضاوي فقط ؟؟؟
اني اتامل سلوط الطبقة السياسية المناضلة برمتها …يوجد هروب حقيقي من تحمل المسؤولية عبر رميها على الغير …وأحيانا اختلاقه …توجد عاهة في النخبة التونسية … حلاوة المعارضة …دون الانتفاض على السلطة …
المعارضة تمنح مكانة افضل اخلاقيا خاصة بغلاف تقدمي يبني على معاداة الرجعية الدينية المتخلفة … نلاحظ شجاعة لاعني النهضة مقارنة بخنوعهم امام النداء… لكن البلد يقع دوما بين يدي انذل من فيه … نموذج بن علي الجريء …المقامر …رغم الجهل والعنجهية …
قال الشاعر الجاهلي زمن الحرية : ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم .