لولا هذا الدستور الذي وزع السلطة وعسر الانفراد بها لكنا في وضع مرعب مع هذه الطبقة السياسية المتعطشة للسلطة وهذا الرئيس الذي لا نعرف مشروعه ولا محيطه ولا كيف وصلنا الى معادلة سريالية بينه وبين نبيل القروي في الدور الثاني …
هناك مسار انتقال ديمقراطي ومنسوب عال من الحرية له سلبياته دون شك على مستوى الانجاز الاجتماعي والاقتصادي وله مخاطره من حيث اتاحته لتدخل كل القوى المشبوهة الداخلية والخارجية وله عبثيته في سياق أصبح فيه النكرات والغامضون والبلا مشاريع فاعلين اساسيين ...ولكنه مسار و مصير. لائق بكرامة الشعوب ومنسجم مع مسار التاريخ لأننا نتعب في سياق الحرية والديمقراطية خير من ان نسجن في قدر القمع والتسلط والاستبداد.
ما نتعلمه من دروس:
اولا.. كل من ينصب اليوم منادب ولطميات على البلاد التي تعاني بسبب الديمقراطية والحرية فهو دموي بائس يحن الى سياقات تجاوزها التاريخ.
ثانيا الديمقراطية تعلمنا ضرورة تجنب المشاريع الغامضة والركون الى حيل صناعة الوعي الزائف واهم فخ نصب لنا هو هذا الرئيس الغامض والذي يواصل بعض المتحيلين الانطلاق من مسلمة بديهية: رغم انه رئيس نظيف و و و …. من قال ذلك؟ وما معنى النظافة ان لم تكن حماية وحدة الوطن والترفق به وبمساره الانتقالي؟
ثالثا الديمقراطية تعلمنا التنسيب فليس هناك تيار ولا حزب ولا ناشط سياسي يمثل قبة مقدسة للصلاح والصدق ومعاداة الفساد.. كل كائن سياسي هو كائن براغماتي ولا أحد يمثل مطلق الدين ولا مطلق الثورة ولا مطلق الصلاح ولا مطلق الاستقامة والنظافة و من يتكلم بهذه النبرة فلا تصدقه.
اخيرا …البلاد تتقدم بصعوبة في طريق الحرية.. ولن يقدر أحد بعد الان مصادرة التاريخ …و لا يوجد على ساحة السياسة كائنات مقدسة …الديمقراطية اداة صنعها البشر لإدارة سلمية للشر بينهم.. هكذا علمتنا الفلسفة السياسية.