من الواضح ان لقاء رئيس الجمهورية بالطبوبي وماجول ثم التحاق الفخفاخ باللقاء يأتي في إطار محاولة تدارك الازمة بين المكلف وحركة النهضة ومحاولة تجنب الذهاب الى حل البرلمان والانتخابات المبكرة.
برمجة لقاء بين الطبوبي والغنوشي صباح الغد يؤكد وجود صيغة ممكنة تم الاتفاق على تقديمها للنهضة. الخلافات كانت اساسا حول مشاركة قلب تونس ومراجعة بعض التسميات وضمان حضور اوسع للنهضة.
يبقى السؤال هل سيقبل الياس الفخفاخ التراجع الجذري عن خياراته المركزية مع ما يعنيه ذلك من اهتزاز موقعه قبل ان يتولى " رئاسة " حكومته؟
كما بينت في مقال سابق يبدو ان ازمة الثقة اصبحت معطى اساسيا لا مجال لإنكاره بين النهضة من ناحية ورئيس الحكومة المكلف من ناحية اخرى بالإضافة الى انكسار هذه الثقة تماما بين النهضة والتيار وحركة الشعب. تصريحات المغزاوي وعبو بعد اعلان الفخفاخ فشل المفاوضات هو اجهاز نهائي على امكانية التدارك في إطار الصيغة الحالية ما يعني ان " الخيارات المتاحة " التي تحدث عنها الياس لن تكون ابدا في إطار ترميم السائد بل ستكون بالضرورة (ان حصلت) في سياق مختلف تماما.
هل سيقبل الياس الفخفاخ بأن يكون رئيس حكومة " المنظمات " و " النهضة " و " قرطاج " بإسناد الثلاثي البرلماني قلب تونس والنهضة والكرامة مع التحاق تحيا تونس وكتلة الاصلاح الوطني؟ هذا السؤال تجيب عليه الساعات القادمة إذا صحت الفرضية وذهب قيس سعيد الى هذا الخيار المفاجئ …
في كل الاحوال ...الانتقال التونسي يجرب كل الفرضيات في سنواته التسعة الاولى وهذا ليس امرا سيئا رغم حالة القلق وانعدام الصبر الذي يبدو على عامة الناس والمتابعين ...ليس سيئا إذا أردنا ان نعتمد منهج " المتشائل " لاميل حبيبي ...إذا سقطت من الشباك فاحمد الله ان لك شباك…
التفاوض السياسي اجواء ثقة وطمأنة متبادلة يفسدها " المتوترون " ...احيانا يكون " المتوترون " مجرد " قائمين بمهمة. "