العودة الباردة لسوريا وحضور زيلنسكي في قمة جدة ليست اكثر من عنوان للمناورات المتبادلة بين السعودية( التي تريد قيادة جزء من النظام العربي الفقير والمأزوم في مواجهة حلف الدين البراهيمي الذي طوق العرش السعودي والغرب الأطلسي الذي يضغط لترتيب المشهد الشرق أوسطي بعيدا عن النظام العربي الرسمي المنهك وبرؤية أمريكية تحاول الحد من اندفاعة بعض دول الغرب التي تريد ان تشتغل لحسابها مع العرب المنقسمين ( فرنسا و ايطاليا ) وتحجيم التمدد الصيني الروسي في الارض العربية .
خطاب بشار الأسد الذي استهزأ من سردية "الحضن والأحضان" ووضع في مقابلها ما سماه بالعروبة كانتماء هو تلميح واضح بعدم مراهنة النظام السوري على هذه العودة الا من جهة الاستثمار ايضا في هامش المناورة المتاح وسط الصراع المكتوم بين المحمدين في الرياض وابوظبي والاستفادة من ضغط حضور الأكبرين تركيا وايران في المنطقة ودخول الصين وروسيا الى مدارات العرب وتمكن الكيان من التشبيك مع الامارات مع ما يؤكد ذلك من حاجة اكبر نظم " الريع النفطي " في الرياض الى نظم "القوة " بين بغداد ودمشق والقاهرة لإتقان المناورة .
قمة جدة ليست اكثر من محاولة سعودية ( وهذا ليس امرا سيئا ) لصناعة منصة عربية بالاستثمار في حاجة نظم عربية فقيرة بلا شرعية واستعمال قوتها التاريخية للتموقع في حرب الامم الدائرة رحاها في ارض العرب …
لكن الانقسامات واختلاف الاجندات من الرباط الى الجزائر وصولا الى عواصم الخليج المرقطة مثل رقعة شطرنج باصطفافات متناقضة تجعل العرب كل العرب خارج مدار القرار ليكون مصير المنطقة العربية بيد الاقوياء من العجم …