المؤتمر الوطني للبديل الديمقراطي الذي طرحناه في نص المبادرة الديمقراطية لمواطنون ضد الانقلاب منذ ظهورها الاعلامي الاول في نوفمبر الماضي ومازالت تتبناه على ما يبدو جبهة الخلاص يبقى عنوانا للمرحلة اكده المسار التسلطي المتفاقم لانقلاب 25 جويلية والفرز المطرد بين الديمقراطية والاستبداد والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي والعزلة الدولية التي يحتكم طوقها على البلاد في عالم صاخب تختار فيه الان كل البلدان الضعيفة والصغيرة مثلنا الى دعم وحدتها الداخلية لحفظ استقرارها واستقلال قرارها الوطني والنأي بنفسها عن مهالك الاصطفاف الاعمى للمحاور المتقابلة .
العلاقة بين جبهة الخلاص من جهة و خماسي الاحزاب الديمقراطية الاجتماعية من جهة اخرى وسائر الشخصيات الوطنية والقطاعات المهنية من قضاة ومحامين واعلاميين احرار ومثقفين يلتقون اليوم في وحدة الموقف من الانقلاب ..هذه العلاقة تستطيع حاليا ان تتطور بطرح المواضيع الخلافية وحسمها عبر التسويات الكبيرة والتنازلات التاريخية الوطنية ووفق خيار لا غالب ولا مغلوب الا ربح الوطن والديمقراطية واعادة البلاد الى سكة المسار الديمقراطي من اجل الانقاذ الاقتصادي والاجتماعي وتلبية انتظارات الناس .
صياغة النصوص الكبيرة و قدرة النخبة التونسية في المنعرجات الكبيرة على التفاوض العام وانجاز المقايضات الايجابية للمصلحة الوطنية ...هذه هي علامة الحيوية الثقافية والفكرية التي لا تنقص البلاد عندما ننجح في اخراس غربان البين وطيور النار وطبول الاحتراب ممن لن يهدأ لهم بال الا على رماد الوطن او جماجم شركائهم فيه .
نستطيع ان ننطلق من تحرير الخلاف وضبطه ثم نمر الى تسجيل المشترك وابرازه وصولا الى صياغة خارطة الطريق الوطني وصياغة البديل الجامع بعيدا عن غرائزية الشعبوية الهدامة والفاشية السوداء وتحريض الوظيفيات البائسة .
لا يتعلق الامر بتهويمات رومانسية بل بإكراهات العيش معا في وطن توازن ضعف القوى و صعوبة ضمان الاستقرار الوطني بمغامرات القوة العارية للدولة المنهكة وصخب العنيفين وعشاق الخراب .
هيا نجرب ان نغيض العدى ونكون مرة اخرى على موعد مع التاريخ من اجل بلد يصلح لحياة ابنائنا .