بعد ان يرسو قارب التفاوض على مخرجاته التي ستكون مفاجئة للجميع.. ستتعلم الطبقة السياسية الوليدة في سياق انتقالنا الديمقراطي الغض امرين اساسيين:
اولا حاجة المشهد السياسي الى ضرورة وجود نخب وسيطة اي ما يسمى بمرجعيات او بوجاهات من كتاب ومفكرين ونشطاء مستقلين يلعبون دور التعديل وتقريب وجهات النظر بين القوى والاحزاب حديثة العهد بمفاوضات الائتلاف والتحالفات ...هذه الشخصيات الوسيطة غير موجودة او هي قليلة وان وجدت لا يعير اليها أحد اهتماما باعتبار سيطرة قوى وصانعي رأي مختصين في الشحن وصناعة الاصطفافات باعتبارهم " منتمين " رغم ادعائهم الاستقلالية …
الاستقلالية والموضوعية هي اختيار باهض الثمن في اجواء الاستقطاب لأنه يحرم صاحبه النجومية ويجعله مستهدفا من الجميع خصوصا حين تكون هناك خطة لتعميق الاحتراب الوطني مما يجعله عرضة للازدراء والتشويه حتى يتم تبخيس مسارات التعديل.
ثانيا سيتعلم القياديون في الاحزاب ضرورة الاقتصاد في الثرثرة الكلامية الاعلامية اثناء التفاوض حتى لا يتورط حزبهم في مواقف متناقضة حين ينتهي التفاوض الى مخرجات توافقية ... صناعة الجملة الدقيقة في مخابر الاحزاب اثناء التفاوض هي فن يتم تعلمه والتدرب عليه وأحيانا تصاغ اربعة او خمسة جمل تحفظ عن ظهر قلب ليتم التصريح بها وتكون بليغة ومحددة للاستراتيجي وقادرة على السماح بكل التكتيكات…
صياغة الخطاب الاعلامي في اجواء التفاوض هي مهارة تتطلب سيرة سياسية وتجربة وقدرة بلاغية عميقة …