اقتراح ساكن قرطاج العودة الى دستور 59 بعد ادخال تنقيحات عليه و عرضه على الاستفتاء دليل اخير على ان الرجل في مواجهة كل ما اجمع عليه التوانسة و طبقتهم السياسية و نخبهم الوطنية عبر المطالبة بمجلس تأسيسي ثم مصادقة هذا المجلس بما يقارب الاجماع على الدستور الجديد ..
هذا الاقتراح الغريب ايضا هو علامة مؤكدة على فراغ جعبة قيس سعيد من كل مشروع رغم ما يزعمه كل مرة في خطبه ولقاءاته مع الداخل و الخارج بأنه يريد "مقاربات جديدة " فحتى في مسألة الدستور الذي هو من صلب اختصاصه يبدو الرجل مجرد " سلفي ترقيعي " ..
و بهذا الاقتراح نتأكد مرة اخرى من معاداة الرجل للثورة التونسية و هو الذي لم يذكرها يوما كحدث فارق الا بعبارة سلبية ذات شحنة ايديولوجية فوضوية " الانفجار الثوري " و انه معاد للديمقراطية و متفرد بالرأي و خطر حقيقي على مكسب الحرية الذي تحقق لتونس بعد ثورتها المجيدة …
ان الدعوة الى اشرافه على حوار وطني لن تكون الا تبريرا لهذه النزوعات الديكتاتورية الكامنة لهذا الرجل الغامض البلامشروع و البلا افق و البلا ملامح سياسية الذي انتجته اكبر عملية غيبوبة وقعنا فيها في الانتخابات الماضية و التي يجب ان نعجل بالاستفاقة منها قبل ان يغمرنا طوفان غرفة غامضة في قرطاج رئيسا و رئيسة ديوان …