يجب أن نتابع جيدا انتماءات الغاضبين من الثورة من اتباع النظام القديم و من مرددي المبرر الاساسي لغضبهم باعتماد حجة " استيلاء الاسلام السياسي على الثورة " (ليس المقصود الغاضبين منها بصدق لانها لم تحقق لهم اهدافها الاجتماعية).
نلاحظ ان جناح القديمة الأكثر غضبا يضم نوعية معينة تتكون من الوجوه الاكثر احتراقا في مواجهة معارضة بن علي (جوهر مواجهة بن علي لمعارضته و تصنيفها هو الموقف من الاسلاميين)و هم :
اولا : اعمدة الوظيفة الرمزية الايديولوجية ) اكاديميون و مثقفون و خبراء( ممن اعدوا برامج الاستئصال الهووي و كانوا نجومه .
ثانيا : طليعة الصدام الميداني و القائمين بوظائف أمنية لبن علي (مخبرون ..ميليشيات ..الناطقون باسم التجمع في المواجهات المهنية و غيرها) .
في المقابل تبدو القاعدة المالية للنظام (رجال الاعمال( .. و كبار الموظفين من الكفاءات في الادارة العميقة و سياسيي النظام الذين حاصرتهم العائلة .. يبدون أكثر سعادة و قبولا بالثورة و هروب بن علي .
كوادر و قواعد "التجمع" ممن اندفعو الى تحويله الى اداة امنية و من صاغوا "يسراويته الثقافية" المفروضة عليه بعد مواجهات التسعينات مع الاسلاميين يبدون بعد 8 سنوات هم الاكثر نقمة على الثورة و ما يميزهم الحرص على المماهاة بين الثورة و الاسلاميين في حين يعتدل في علاقته بالثورة كل الدساترة الذين نأوا بأنفسهم عن محرقة الصراع بين بن علي و خصومه .
الوعي بهذا الانقسام في منصة "القديمة" ضروري لتحديد مقومات الصراع الراهن بين القوى على قاعدة الانتقال و الردة أو الثورة و الثورة المضادة .