سيأتي الدعم قريبا للتجربة الديمقراطية و الانتقال الاقتصادي و الاجتماعي من التنويرية الفرنسية اللااستعمارية بعد ان تتراجع فرنسا اليمينية الكولونيالية و العنصرية .
تصويت فرنسا الماكرونية ضد استرجاع اموالنا المنهوبة هو استمرار لسياسة ارسال القنابل المسيلة للدموع للمخلوع الراحل و هو بالضبط في سياق الاختراق الذي مارسه المقيم العام الفرطاس السابق بعد ان نجح في تجنيد مستهدفين للتجربة الديمقراطية من داخل الديمقراطيين انفسهم و الانصار السابقين للثورة ممن انتخبهم الناس في 2019 كقوى رديفة للانتقال و الثورة و لكنهم انفضحوا سريعا و جعلونا نتجرع خيبة الخديعة الكبرى…
التنويرية الفرنسية الجديدة سيكون لها حلفاء جدد من الخط الديمقراطي الثوري الوطني الديكولونيالي الذي سينشأ ليخط علاقة جديدة مع فرنسا ...علاقة التكامل و الندية ...انتهى عصر من يسميهم هنتغتون " عبيد الرجل الابيض " و هم النخب التابعة التي تركها الاستعمار بعد ذهابه و التي اشتغلت عليها فرنسا لتنصيب بقاياها و مواليدها و احفادها بعد 2011 و لكنها وجدتهم اعجز من ان يتصرفوا كمستقلين قادرين على صناعة بديل مقبول لمنظومتهم المتهاوية …
فرنسا اليمينية الكولونيالية تتراجع في دارها و ترتخي قبضتها في الملعب الدولي ...و فرنسا الجديدة تصعد باطراد و سوف تشبك مع النخبة الوطنية السيادية الصاعدة في جنوب المتوسط و شرقه …
من مفارقات الزمن ان من ظلوا باستمرار على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين يرفعون لواء العروبة كشعار سيادي في مواجهة " العملاء " اصبحوا في العقد الاول من القرن الواحد و العشرين و بعد الثورات العربية اذرعا عند اسوأ نظم الالحاق التي قاومت الناصرية ( الامارات و السعودية ) و عند اسوأ قيادات العدوان الثلاثي ( فرنسا ) ....( انظر مصائر قيادات و احزاب قومية في لبنان و العراق و تونس منذ اعوام ).