كان واضحا لدي منذ اللحظة الاولى في اطلاق معركة مناهضة الانقلاب والدفاع عن الديمقراطية ان الرهان الاساسي بجب ان يكون على الشارع السياسي المتألق الذي انتصر للحرية و تمكن في 8 اشهر من فرض جوهر الصراع الحقيقي في تونس : انقلاب / ديمقراطية ...و قد تمكن شارع مواطنون ضد الانقلاب بفضل احراره و حرائره من اقناع المترددين بأن 25 جويلية انقلاب انقلاب انقلاب و ان لا علاقة معه الا مواجهته .
مثل المناضلون النهضاويون و النهضاويات اغلبية ملحوظة في شارع مواطنون ضد الانقلاب و قد كان الامر مفهوما فقد مثلت هذه الحركة تاريخيا شرطا من شروط المعركة من اجل الحريات و الديمقراطية منذ الثمانينات ثم التسعينات اي عبر اهم لحظات تاريخ الانقسام بين الدولة و المجتمع في تونس .
ومهما كان تقييمنا لمسار عشرية الانتقال و بمعزل عن النقد الخارجي او الاختلاف الداخلي الذي تعيشه هذه الحركة فسأظل اعتبر ان المواطنين و المواطنات المشتغلين في الشأن العام من الحساسية الاسلامية مثلوا و سيمثلون بمناضليهم القاعديين و قياداتهم و مثقفيهم رصيدا مهما للطموح الديمقراطي في تونس وحماية مهمة للبلاد من الارتداد الى عهود الاستبداد و الفاشية .
قوة هذه الحركة و تطورها ...صحتها و مرضها ...حراكها الداخلي و ازمتها و انفراجها يجب ان يكون شأنا و هما شخصيا لدى كل الطامحين الى تحصين الديمقراطية و حماية بلادنا من عودة الفاشية و من مؤامرات الوظيفيين و من مخاتلات الخارج المشدود الى نزوعاته الهيمنية و الوصائية و على رأس هذا الخارج فرنسا اليعقوبية .
في شارع مواطنون ضد الانقلاب ايضا طيف واسع من ديمقراطيين اهليين غير الحاقيين بلوروا على امتداد عشريات مقاومة الاستبداد والانتقال الديمقراطي تصورات انسانية كونية واسعة غادرت مربعات معاداة هوية الشعب و مربعات الاستئصال و الخدمة الوظيفية للمستبدين و قد كان هذا الطيف الديمقراطي الوطني بمناضليه و مناضلاته ضمن مدارس حزبية اصيلة مثل البي دي بي او المؤتمر من اجل الجمهورية او في سياقات اليسارية الوطنية المستقلة او الديمقراطية الاجتماعية الوطنية الهادئة التي تضم رجالا و نساء من الحداثيين و الحداثيات الذين يشبهون شعبهم و يحبون ثقافته و يدافعون على ثورته و يحبون وطنهم تونس لكل ابنائها لا مكان فيها لأوجاع سجون و الام معتقلات و منافي .
شارع مواطنون ضد الانقلاب بنخبه الاصيلة و العميقة و المتنوعة فكرا و مدارس و بجماهيره الصادقة المضحية التي هبت دفاعا عن الديمقراطية في الحر و القر و في الصيام و الفطار و في المنشط و المكره ...هذا الشارع هو ضمانتنا وحده لفرض العودة الى الديمقراطية و اسقاط الانقلاب ...لا نراهن على عامل اخر غير ذلك لا في الداخل و لا في الخارج ....و سننتصر …